هل تعلم كيف تؤثر الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها أطفالنا يوميًا على نموهم وتفكيرهم؟ هل هي أداة تعليمية تدعم مهاراتهم، أم أنها تسبب لهم مشكلات صحية واجتماعية؟ هذا السؤال هو محور العديد من الدراسات التي حاولت فهم تأثير التكنولوجيا الحديثة على الأطفال من جوانب متعددة.
المقدمة
دراسات سابقة عن أثر الإلكترونيات على الأطفال، حيث وجد العديد من الدراسات التي أجريت حول أثر الإلكترونيات على الأطفال، وتشير هذه الدراسات إلى وجود تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء، حيث تشير دراسات إلى أن استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة يمكن أن يحسن من قدرات الأطفال في القراءة والكتابة والحساب والتفكير الناقد، ويساعد على تعزيز الذكاء الاجتماعي، ومن ناحية أخرى، تشير دراسات أخرى إلى أن الإفراط في استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة يمكن أن يؤدي إلى الإدمان والانعزال الاجتماعي، وقد يتسبب في اضطرابات النوم والقلق والاكتئاب وقلة الحركة والسمنة.
أثر الإلكترونيات على الأطفال
-
التطور العصبي وتأثير التكنولوجيا
- تشير أبحاث حديثة إلى أن تعرض الأطفال الشديد للشاشات قد يؤثر على تكوين الروابط العصبية في الدماغ، خاصة في مراحل الطفولة المبكرة، حيث يتطور دماغ الطفل بسرعة. لكن، على الجانب الآخر، بعض الألعاب التعليمية التفاعلية يمكن أن تعزز من مهارات الحلول الإبداعية للمشكلات وتنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير.
-
أثر التكنولوجيا على الصحة النفسية
- الارتباط بين الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية وزيادة معدلات القلق والاكتئاب لدى الأطفال مقلق، حيث أظهرت دراسات أن الاستخدام غير المتوازن للشاشات، خصوصًا في الليل، يضعف جودة النوم ويزيد من الشعور بالوحدة والعزلة.
-
الجانب الاجتماعي والإبداعي
- التكنولوجيا قد تحسن من القدرات الاجتماعية عندما يستخدم الأطفال الأجهزة في تواصل بناء مع الأصدقاء أو في ألعاب تعاونية، لكنها قد تقلل من فرص اللعب الحر والخيال الذي يعتمد على التفاعل المباشر مع البيئة.
دراسات سابقة حول أثر الإلكترونيات على الأطفال
1-دراسة آندي محمد حجازي (2010)
- عنوان الدراسة: (دور الألعاب الإلكترونية في نمو الطفل وتعلمه)
- هدفت الدراسة: إلى معرفة أثر الألعاب الإلكترونية في عملية نمو وتعلم الأطفال.
- منهج الدراسة: استعملت الباحثة المنهج النوعي لإجراء الدراسة باستعمال طريقة جمع البيانات من الدراسات والأبحاث التي تم إجرائها في هذا المجال وتحليل النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات.
- عينة الدراسة: لم يتم استخدام عينة بشرية مباشرة.
- نتائج الدراسة: قد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، من أبرزها أن الألعاب الإلكترونية تساهم في رفع مستوى المتعة والدافعية ناحية التعلم لدى الأطفال، وأن الألعاب الإلكترونية والوسائل التكنولوجية يمكن أن تساهم في تربية الطفل تربية إيجابية في حالة استعملت بشكل سليم، وأن استعمال تلك التقنيات يؤثر على تركيب أدمغة الأطفال.
دراسة ماجد محمد الزيودي (2014)
- عنوان الدراسة: (الانعكاسات التربوية لاستخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية كما يراها معلمو وأولياء أمور طلبة المدارس الابتدائية بالمدينة المنورة)
- هدفت الدراسة: هدفت إلى الآثار التربوية لاستعمال الأطفال للألعاب الإلكترونية من منظور المدرسين وأولياء الأمور لتلاميذ المرحلة الابتدائية في مدينة المدينة المنورة.
- منهج الدراسة: قد استعمل في الدراسة المنهج الوصفي المسحي، واستخدمت الاستبانة كأداة في الدراسة.
- عينة الدراسة: وتم اختيار عينة دراسة تألفت من 336 مدرس، و500 من أولياء أمور التلاميذ.
- نتائج الدراسة: توصلت الدراسة للآتي إلي أن وحدات العينة من المدرسين يدركون مدى الأخطار الصحية الناجمة عن وصول التلاميذ لمرحلة إدمان ممارسة تلك الألعاب والتي يأتي في مقدمتها التأثير سلباً على السمع والبصر، وان الألعاب الإلكترونية ترتب عليها خلافات داخل المنزل ومشكلات أبرزها تدني مستوى التواصل والتفاعل بين أعضاء الأسرة، وان المدرسين أشاروا إلى أن تلك الألعاب لها أخطار وآثار سلبية من ناحية تأثيرها في وقوع ظاهرة العنف بصورة وأشكاله المختلفة داخل المدرسة، وليست هناك آثار إيجابية لتلك الألعاب على المهارات العقلية والحركية.
3-دراسة مشاعل بنت محمد الصقعبي (2015)
- عنوان الدراسة: (التحديات التي تفرضها الأجهزة الإلكترونية على الحوار والتواصل مع الطفل)
- هدفت الدراسة: هدفت إلى تحديد أثر الأجهزة الإلكترونية على الأطفال وخاصة على الحوار والتواصل كما يراها أولياء الأمور.
- منهج الدراسة: وقد استعملت الباحثة الاستبيان للحصول على البيانات.
- عينة الدراسة: تألفت العينة من 200 وحدة من الآباء والأمهات.
- نتائج الدراسة: خرجت الدراسة بالنتائج الآتية وهي أن الأجهزة الإلكترونية تساهم في تدني مستوى الحوار والمناقشة والتواصل بين الطفل وبين أفراد أسرته، والأطفال يميلون بالجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية أكثر من الجلوس مع الأسرة، وهذه الأجهزة لها تأثير سلبي على مستوى التحصيل التعليمي.
كل ما تحتاج معرفته عن الأجهزة الذكية
4-دراسة ربي عبد المطلوب معوض (2016)
- عنوان الدراسة: (أثر اللعب بألعاب الأجهزة اللوحية على مهارة حل المشكلات لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة)
- هدفت الدراسة: هدفت إلى الوقوف على مدى تأثير استعمال الألعاب الموجودة على وسائل الحاسوب اللوحي على مستوى مهارات حل المشكلات لدى مجموعة من وحدات العينة.
- منهج الدراسة: تجريبي، استخدام اختبار القدرات الإنجليزي وألعاب تقييم المهارات المفاهيمية.
- عينة الدراسة: تبلغ العينة 26 طفل، وتم اختيارهم من أصحاب الأوضاع الاقتصادية المتدنية، وقد تم توزيع مفردات العينة إلى مجموعتين ضابطة وتجريبية يستعملون الوسائل اللوحية لممارسة الألعاب، وبالنسبة لأدوات الدراسة فقد استعملت الدراسة اختبار القدرات الإنجليزي والذي يرمي إلى تحديد مستوى المهارات المفاهيمية لدى مفردات العينة ويتضمن مجموعة من الألعاب مثل معرفة وتحديد نقاط الاختلاف بين الصور المتشابهة، وإدراك العلاقات، وكذلك عملية الإدراك البصري عبر تشييد المكعبات.
- نتائج الدراسة: وتوصلت الدراسة إلى عدم ظهور فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين في مهارات حل المشكلات، مما يشير إلى أن الألعاب المستخدمة لم تؤثر بشكل ملحوظ على المهارات.
نتائج الدراسات السابقة
- أظهرت الدراسة أن الألعاب الإلكترونية ترفع من مستوى المتعة والدافعية نحو التعلم لدى الأطفال، ويمكن استخدامها في تربية إيجابية بشرط الاستخدام السليم. كما أكدت الدراسة أن هذه الألعاب تؤثر على تركيب أدمغة الأطفال بطريقة ما، مما يستدعي مزيدًا من البحث.
- أشارت الدراسة إلى وجود آثار سلبية خطيرة للألعاب الإلكترونية من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور، مثل التأثير السلبي على السمع والبصر، وزيادة الخلافات الأسرية، وتدني مستوى التواصل بين أفراد الأسرة. كما لوحظ ارتباط هذه الألعاب بزيادة العنف المدرسي، مع غياب آثار إيجابية ملموسة على المهارات العقلية والحركية.
- أظهرت نتائجها أن الأجهزة الإلكترونية تقلل من مستوى الحوار والتواصل الأسري، حيث يفضل الأطفال الجلوس أمام الشاشات على التفاعل مع الأسرة، مما يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي.
- لم تُظهر هذه الدراسة فرقًا معنويًا بين الأطفال الذين استخدموا الألعاب على الأجهزة اللوحية وبين غيرهم في مهارات حل المشكلات، مما يشير إلى أن التأثير قد لا يكون قويًا في هذه المرحلة المبكرة، أو أن نوعية الألعاب المستخدمة تحتاج إلى تحسين.
توصيات الدراسات السابقة
- استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل مدروس: ينبغي توجيه الأطفال نحو ألعاب تعليمية تفاعلية تعزز مهارات التفكير والابداع، مع تقليل استخدام الألعاب العشوائية التي قد تسبب إدمانًا أو آثارًا سلبية.
- تحديد أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية: وضع حدود زمنية صارمة للحد من الاستخدام المفرط، خصوصًا في الفئات العمرية الصغيرة، وتجنب استخدامها قبل النوم لتفادي اضطرابات النوم.
- تعزيز التواصل الأسري: تشجيع الحوار والمناقشة بين الأطفال وأفراد الأسرة للحد من العزلة الاجتماعية الناتجة عن استخدام الأجهزة.
- التوعية والمراقبة: يجب على أولياء الأمور والمعلمين توعية الأطفال بأضرار الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، والمراقبة المستمرة لمحتوى التطبيقات والألعاب.
- البحث والتطوير: دعم الأبحاث العلمية لتطوير ألعاب وتطبيقات تعليمية أكثر فاعلية تتناسب مع مراحل نمو الأطفال المختلفة.
نصائح حديثة للأهل والمربين
- تحديد أوقات استخدام صارمة: يوصي الخبراء بتحديد وقت لا يتجاوز الساعتين يوميًا للأطفال فوق عمر السنتين، مع استثناء الأنشطة التعليمية التفاعلية.
- اختيار محتوى ذكي وتفاعلي: استبدال الألعاب العشوائية بمحتوى تعليمي موجه يعزز التفكير والتحليل.
- تشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية: خلق بيئة محفزة للعب في الخارج والتفاعل الأسري المستمر.
- المراقبة المتواصلة: متابعة ما يشاهده الطفل والتحدث معه حول محتوى الألعاب والتطبيقات.
أسئلة شائعة
س: هل تؤثر الألعاب الإلكترونية على التحصيل الدراسي للطفل؟
ج: قد تؤثر سلبيًا إذا كان استخدام الألعاب مفرطًا وغير منظم، مما يقلل وقت التركيز على الدراسة، لكن استخدامها بشكل معتدل وتربوي يمكن أن يدعم التعلم.
س: ما هي الأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية بكثرة؟
ج: تشمل الأضرار اضطرابات النوم، إجهاد العين، مشاكل في السمع، زيادة القلق والاكتئاب، وأحيانًا السمنة بسبب قلة الحركة.
س: كيف يمكن للأهل الحد من مخاطر استخدام الأطفال للإلكترونيات؟
ج: بوضع قواعد صارمة لاستخدام الأجهزة، تحديد أوقات مخصصة للعب والتعليم، ومراقبة المحتوى، مع تشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية.
س: هل يمكن للألعاب الإلكترونية أن تعزز مهارات الطفل؟
ج: نعم، إذا تم اختيار الألعاب المناسبة التي تركز على التفكير النقدي وحل المشكلات.
س: ما هو الحد الأمثل لاستخدام الأجهزة الإلكترونية يوميًا؟
ج: ينصح خبراء الصحة بأن لا تتجاوز مدة استخدام الشاشات ساعتين يوميًا للأطفال فوق سن السنتين، ووقت أقل للأطفال الأصغر سنًا.
س: كيف أساعد طفلي على تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية؟
ج: من خلال وضع جدول زمني، تقديم بدائل للعب، ومشاركة الطفل في أنشطة عائلية واجتماعية.
الخاتمة
تُظهر الدراسات السابقة أن تأثير الأجهزة الإلكترونية على الأطفال متباين بين إيجابي وسلبي، ويتوقف ذلك على كيفية ومدة الاستخدام. لذا، من الضروري أن يكون هناك وعي من قبل الأهالي والمربين لضبط وقت استخدام الأطفال لهذه الأجهزة، ومراقبة المحتوى الذي يتعرضون له، مع تعزيز الأنشطة الاجتماعية والتعليمية التفاعلية خارج عالم الإلكترونيات.
المراجع
- حجازي، آندي محمد (2010). دور الألعاب الإلكترونية في نمو الطفل وتعلمه. مجلة الطفولة العربية. ع43.
- الزيودي، ماجد محمد (2014). الانعكاسات التربوية لاستخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية كما يراها معلمو وأولياء أمور طلبة المدارس الابتدائية بالمدينة المنورة. مجلة جامعة طيبة للعلوم التربوية. مج10، ع1.
- الصقعبي، مشاعل بنت محمد (2015). التحديات التي تفرضها الأجهزة الإلكترونية على الحوار والتواصل مع الطفل. المجلة التربوية الدولية المتخصصة. مج4، ع5.
- معوض، ربي عبد المطلوب (2016). أثر اللعب بألعاب الأجهزة اللوحية على مهارة حل المشكلات لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة. المجلة التربوية. مج31، ع121.