أبو القاسم المجريطي مؤسس علم الرياضيات والفلك والكيمياء في الأندلس والمغرب العربي، ورغم إلمامه بالكثير من العلوم مثله كمثل الكثير من علماء المسلمين في ذلك الوقت إلا أنه ذاع صيته في مجال الكيمياء، لأنه حاول تخليصها مما أحاط بها من خرافات، ومن خلال هذا البحث سوف أقوم بتعريفكم على مؤسس الرياضيات وعلم الفلك والكيمياء.
Contents
من هو أبو قاسم المجريطي
هو أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المجريطي، ولقب بالمجريطي، لأنه ولد بمدينة مجريط (تعرف اليوم بمدريد) عام 338هـ/ 950م، لا يعرف الكثير عن سيرته، سوى أنه كان بين أنبغ علماء الأندلس في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، قال عنه صاعد الأندلسي أنه أفضل الرياضياتيين والفلكيين في زمانه في الأندلس.
رجع إلى قرطبة وأنشأ مدرسة كانت بمنزلة (معهد علمي)، يضم العلوم النظرية والتطبيقية على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة، تتلمذ فيها صفوة من علماء الرياضيات، والفلك، والطب، والفلسفة، والكيمياء، والحيوان، من أمثال أبو القاسم الغرناطي الذي اشتهر بكتاب العمل بالأسطرلاب، وأبو بكر الكرماني الذي اشتهر بالجراحة والهندسة، وغيرهما الكثير.
إسهامات أبو قاسم المجريوطي
- المجريطي أحد أقدم الكيميائيين الذين حددوا استخدامات وأجروا التجارب على أكسيد الزئبق الثنائي.
- ابتكر طرقا جديدة للمساحة مع ابن الصفار.
- أسس المجريطي مدرسة للفلكيين والرياضياتيين كانت بداية لظهور جيل من العلماء في الأندلس، وكان من تلاميذها ابن الصفار وأمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت وأبو بكر الطرطوشي.
- تميز المجريطي بدقته وقوة ملاحظته، واعتماده على الاستقراء والاستنباط في التفكير، وقد حرر علم الكيمياء من الخرافات والسحر والطلاسم، التي كانت مسيطرة عليه آنذاك، وحاول أن يبرز هذا العلم على أنه علم شريف، بل هو أحسن ما يصبو إليه طالب علم، ومن كلماته الخالدة في هذا الصدد
- المجريطي أحد أقدم الكيميائيين الذين حددوا استخدامات وأجروا التجارب على أكسيد الزئبق الثنائي.
- رجع ابن خلدون إلى بعض كتبه في بعض موضوعات مقدمته كما قال عنه هو لميارد في كتابه صانعو الكيمياء: «إن أبا القاسم المجريطى يكفيه فخرا أنه انتبه إلى قانون بقاء المادة التي لم ينتبه إليها أحد قط من الكيميائيين السابقين له».
- اهتم برصد الكواكب ودرس كتاب بطليموس الذي نقل إلى العربية إلا أن أعماله في مجال الفلك وقفت عند حساب الزمن وعمل الجداول الفلكية.
- عرِف المجريطي في أوربا بأنه أول من علق على الخريطة الفلكية لبطليموس، ورسائل إخوان الصفا، والجداول الفلكية لمحمد بن موسى الخوارزمي، وكانت له شهرة عظيمة في الرياضيات، إضافة إلى ما ناله من احترام وتقدير لمجهوداته الرائعة في الكيمياء.
- اهتم المجريطي بتتبع تاريخ الحضارات القديمة وما تمخضت عنه جهود الأمم من مكتشفات ومعرفة.
- وقد بدأ المجريطي يدعو إلى دراسة الكيمياء دراسة علمية تعتمد على التجربة والاستقراء، وهو يذكر أن الرياضيات ضرورية لطالب علم الكيمياء، فقد كان ينصح طلابه بأن يتأَنوا في دراسة النظريات الأساسية، ويدربوا أنفسهم على إجراء التجارب المخبرية.
- كان من العلماء الذين أولوا عناية كبيرة بالحيوانات، فقد أورد فصلا في تكوين الحيوان، فقال: “الحيوانات التامة الخلقة العظيمة الصورة لها الحواس الخمس، لكنها كونت في بدء الخلق ذكرا أو أنثى من الطين، كما اتحدت بها القوة السارية فيها فبرزت قابلة للتعلم، عارفة بمواضع منافعها ومضارها، ومآكلها ومشاربها، وجميع مآربها، وتناسلها، ونتاجها، وجعل من طبعها، وركب في جبلها الحنو على أولادها، ومعرفة ذكرانها وإناثها، وذلك بالعناية الربانية والحكمة الإلهية”.
مؤلفات أبو قاسم المجريطي
- رتبة الحكم في الكيمياء، من أهم المؤلفات في تاريخ الكيمياء في الأندلس وأوضح فيه أهمية العلوم الأخرى لمن يريد الاشتغال بالكيمياء لأنها تساعده على قوة الملاحظة والتفكير الدقيق في العمليات الكيميائية.
- غاية الحكيم الذي ترجم بأمر من الملك ألفونسو العاشر إلى اللغة اللاتينية في عام 1252 م تحت عنوان (Picatrix).
- كتاب موسوعي احتوي على مقالات في تاريخ الحضارة في أقدم عصورها ومستنبطات من تواريخ الأمم الشرقية، كما يحتوي على مقالات في العلوم مثل الكيمياء والفلك والسحر والحيل والرياضة عني المجريطي بزيج الخوارزمي وزاد عليه، له رسالة في آلة الرصد والمعروفة بالإسطرلاب.
- ترك أبحاثا قيمة في مختلف فروع الرياضيات كالحساب والهندسة، فقد كان إمام الرياضيين في عصره.
- كتاب الأحجار.
- كتاب شرح المجسطي لبطليموس.
- كتاب مفخرة الأحجار الكريمة.
- كتاب روضة الحدائق ورياض الخلائق.
- كتاب تمام العدد في الحساب (كتاب المعاملات).
- كتاب اختصار تعديل الكواكب من زيج البتاني.
- رسالة في الأسطرلاب.
- كتاب في التاريخ.
- كتاب في الطبيعيات وتأثير النشأة والبيئة في الكائنات الحية.
- الرسالة الجامعة.
- كتاب الإيضاح في علم السحر.
قول علماء العرب عن أبو القاسم المجريطي
- يقول عنه القفطي:
“كان إمام الرياضيين بالأندلس، وأعلم من كان قبله بعلم الأفلاك وحركات النجوم، وكانت له عناية بأرصاد الكواكب، وله كتاب حسن في ثمار العدد… وكتاب اختصر في تعديل الكواكب من زيج البتاني… وزاد فيه جداول حسنة على أنه اتبعه على خطئه فيه، ولم ينبه على مواضع الغلط منه، وتوفي (مسلمة) قبل الفتنة بالأندلس في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة وقد أنجب له تلاميذ جلة”.
إقرأ أيضا:بحث عن اللغة العربية , ملف شامل عن كل ما يخص اللغة العربية- يقول عنه ابن خلدون:
“مسلمة المجريطي شيخ الأندلس في علوم الكيمياء في القرن الثالث”.
بحث عن عالم الرياضيات المصري
قول علماء الغرب عن أبو قاسم المجريطي
-
اقوال سارتون:
“إن أبا القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي نال شهرة عظيمة بتحريره لزيج الخوارزمي، وإضافاته البناءة له، وصرف تاريخه الفارسي إلى التاريخ الهجري، ووضع أوساط الكواكب لأول تاريخ الهجرة وزيادته فيه لجداول جديدة”.
إقرأ أيضا:نشأة الدولة الإسلامية , تعرف على نشأة الدولة الاسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم-
اقوال ديفيد يوجين سمث :
“إن أبا القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي الذي توفي (عام 398هـ/ 1007م) كان مغرمًا بالأعداد المتحابة، ومشهورًا في تفوقه على غيره من علماء العرب والمسلمين في الأندلس بعلمي الفلك والهندسة”.
وفاة أبو قاسم المجريطي
- توفي عام 398هـ/ 1007م، في مدينة قرطبة.
- عام 2007 إحياء ذكرى مرور ألف سنة على وفاته.
المراجع
- السيد، عبد السلام(2005) “موسوعة علماء العرب”؛ الأهلية للنشر والتوزيع: عمان، الأردن.
- أبو الحسن، لي بن يوسف القفطي جمال الدين(2005) إخبار العلماء بأخبار الحكماء.
- الدفاع، علي عبد الله (1978) العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية، مؤسسة الرسالة للنشر والتوزيع
