بحث عن الحجاب – الحجاب تاج المرأة المسلمة، وهو من الفروض التي فرضها الله تعالى على جميع نساء المسلمات، فالحجاب له مميزات عديدة منها محافظة على كرامة المرأة وإظهارها في شكل يتسم بالعفاف، ويبعدها عن مظاهر التبرج الجاهلي ويساعدها على الاستقرار النفسي، فالحجاب هو من المظاهر الإيمانية للمجتمعات الإسلامية الفاضلة، وهو من المظاهر الصحية التي تدل على سلامة العقيدة وقوة الإيمان بالله واليوم الآخر والخوف من النار والطمع في رحمة الله والفوز بالجنة، ولذا سوف أقوم بتعريفكم على كل ما يخص الحجاب، حيث سأوضح معلومات هامة عن حجاب المرأة المسلمة وشروطها ومواصفاتها.
بحث عن الحجاب
تعريف الحجاب
في اللغة: هو الستر ويقال حجب الشيء بالشيء أي ستره فلم يظهر منه أي جزء.
في الاصطلاح: هو اللباس الشرعي السايغ الذي تتستر به المرأة المسلمة، ليمنع الرجال الأجانب من رؤية شيء من بدنها.
مقدمة وخاتمة للبحث بكل أنواعه وأشكاله
شروط وموصفات الحجاب
يجب أن يتحقق الحجاب عند تطبيق الشروط الثمانية:
إقرأ أيضا:بحث عن دور الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المسنين في البلاد العربية1-يجب أن يكون ساترا لجميع بدن المرأة.
2-ان يكون فضفاضا، غير ضيق.
3-ان يكون صفيقا، لا يشف عما تحته.
4-ان لا يكون مزينا يستدعي أنظار الرجال.
5-ان لا يكون مطيبا باي نوع من أنواع الطيب (الروائح).
6-ان لا يكون لباس شهرة.
7-ان لا يكون لباس الرجل.
8-ان لا يشبه لباس الأجانب.
تاريخ الحجاب
كان الحجاب معروفا عند الأقوام والمجتمعات منذ القدم، وكان الحجاب شعارا لشرف المرأة وشعار الحياء والخفر، وعنوان الطهارة والعفاف، ومن هذه المجتمعات:
1-الحجاب عند الأشوريين:
الأشوريين هم من أقدم المجتمعات التي أخضعت النساء للحجاب، وهذا ما أكدته الحفريات في أشور القديمة، حيث عثر على لوحات طينية ترجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، تحتوي على قواعد قانونية
وقد ذكر في هذه اللوحات أن الرجل الذي يتزوج ينبغي عليه أن يستدعي خمسة أو ستة من معارفه، ويحجب أمامهم المرأة قائلا ((إنها زوجتي)) فتصبح زوجه له.
2-الحجاب عند اليونان:
اليونان قبل انهيارها كان الحجاب معروفا للمرأة كي يصون شرفها وعفتها، فكان اليونان يبنون بيوتهم إلى قسمين: قسم النساء، وآخر للرجال، وما كان نساؤهم يشاركن في المجالس والأندية المختلطة، ولا يرزن في الأماكن العامة.
إقرأ أيضا:مقدمة وخاتمة بحث , تعرفوا على مقدمة وخاتمة للبحث بكل أنواعه وأشكاله3-الحجاب عند الرومان:
الرومان كانوا في بعض فترات حضارتهم يسلون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور بالزنية في الطرقات، بل كان من قوانينهم قانون اوبيا الذي يحرم على المرأة المغالاة في الزينة حتى لو كانت في البيت.
ونقل من دائرة معارف القرن العشرين ((إن عمران المملكة الرومانية كان سببه عدم اختلاط المرأة بالرجل في ميادين العمل يوم كانت النساء يشتغلن في بيوتهن)).
وفي دائرة معارف لاروس قال ((كانت النساء يستعملن الخمار إذا خرجن ويخفين وجوههن وكانت النساء تستعمله في القرون الوسطى، واستمر إلى القرن الثالث عشر حيق صارت النساء يخفن منه إلى إن صار مما هو الأن نسيجا خفيفا يستعمل لحماية الوجه من التراب والبرد)).
المرأة قبل الإسلام وبعده في الحجاب
عاشت المرأة قبل الإسلام حقبا من التاريخ عانت فيها اشد العناء من ويلات الذل والمهانة والحرمان وحرمت فيها من معظم حقوقها الإنسانية عموما ناهيك عن الذاتية، وذاقت فيها صنوف الأذى والتعسف والطيان من قبل الرحل، وساء حالها في كل العصور والأمم.
أما عندما جاء الإسلام فقد وصع المرأة في إطار الحقوق والواجبات الشرعية الكاملة التي تحميها من الإهانة والمذلة وحدد لها العلاقات التي تكفل لها السعادة في المنزل والأسرة والمجتمع، وقد زاد المرأة عزة وكرامة وتزكية وطهرا حين أمرها بالحجاب الشرعي ومواره زينتها عن الأجانب حماية لعرضها وصونا لعفافتها بعيدا عن غايات الطامعين ونظرات المغرضين وصونا للمجتمع من دواعي التحلل وإشباب الفساد.
إقرأ أيضا:بحث عن مرض الخرف وأنواعه المختلفة وطرق علاجهالأدلة على فرض الحجاب
يوجد أدلة من الكتاب والسنة تؤكد على فرض الحجاب وهي:
أولا: نصوص من القران الكريم:
_قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) [سورة الأحزاب (59)]
ففي هذه الآية بيان من الله سبحانه وتعالى بوجوب الستر والحجاب على جميع نساء المسلمين، حيث امر الله نبيه بان يأمر أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين بالستر وارتداء الحجاب.
_قال تعالى ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) [سورة النور (30/31)]
وفي هذه الأية تدل على وجوب الحجاب وتنهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، وهو ما لا يمكن إخفاؤه، كالرداء والثياب، أو ما يبدو عن حركة المرأة، أو إصلاح شان من شؤونها، أو ما تكشفه الريح منها، أو ما تدعو الحاجة إلي كشفه وإظهاره.
ثانيا: نصوص من السنة النبوية:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة رضي الله عنها-فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت إذا تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعا، لا يزدن عليه)).
- عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها)).
فهذان الحديثان يدلان على وجوب الحجاب وستره لجميع جسم المرأة وهذا ما فهمته نساء الصحابة رضي الله عنهن
فهذه أم سلمة رضي الله عنها تسال النبي صلي الله عليه وسلم عما ترفع به عن نفسها الخيلاء، وما تحفظ به قدميها من التكشف، فبين لها النبي صلي الله عليه وسلم بانه يجوز للمرأة أن ترخي ذيلها ذراعا ولا تزد عليه، إذا هو كاف في ستر أقدامها، وكان هذا الحرص على ستر القدمين فالأولى ستر مفاتن الجسم ومجامع المحاسن منه.
وهذه أم عطية رضي الله عنها تسال عمن تريد أن تشهد مواطن الخير ودعوة المسلمين، غير إنها لا تجد الستر الكافي لجسمها من الثياب وهو الجلباب، هل يرخص لها أن تخرج بستر اقل من ذلك؟ فيجيبها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لتلبسها أختها من جلبابها)).
فوائد الحجاب
أولا: الفوائد الدينية للحجاب:
- دليل على إيمان العبد، كما قال الله تعالي ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) [سورة النور الأية (31)]
- ذكر في كتاب الله عز وجل علامة على التقوى وبيان أن الزي سترا جسديا ومظهرا جماليا، كما قال الله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)) [سورة الأعراف الأية (26)]
- دليل على الولاء للمسلمين والبراء من المشركين.
- هو شعار على التمييز إلي أحد الفريقين لإشاعة قيم المعروف أو قيم المنكر، كما قال الله تعالي ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [سورة النور الأية (67)]
- الحجاب دليل على وحدة المنهج الرباني في تربية المسلمين إذ ان وظيفة هذا الدين تزكية الظاهر والباطن، كما قال الله تعالى ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ)) [سورة النور الأية (71)]
ثانيا: الفوائد الاجتماعية للحجاب:
- حصانة ضد الزنا والإباحية، حيث أنه وسيلة من جملة الوسائل المتعددة التي شرعها الله تعالى للوقاية من وقوع الفاحشة.
- حفظ الأعراض، حيث أنه حراسة شرعية لحفظ الأعراض ورفع لأسباب الريبة والفتنة والفساد.
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
ثالثا: الفوائد الأخلاقية للحجاب:
- طهارة القلوب: فهو داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات وعمارتها بالتقوى.
- مكارم الأخلاق: هو لباس الشرف والحشمة والفضيلة في الستر والاحتشام.
- حفظ الحياء: يبعث على الحياء ويدفع الرذائل.
- حفظ الغيرة: هو باعث على تنمية الغيرة على المحارم وحفظ النساء وأعراضهن وشرفهن.
- المرأة عورة: هو ساترا لها ولذلك فرضه الله عليها.
رابعا الفوائد الصحية للحجاب:
- حماية ووقاية للبشرة والراس والعنق من التعرض لأشعة الشمس، وتقلبات الجو.
- يحافظ على الصحة النفسية للحياء الاجتماعية ووقايتها من الأمراض الروحية النابعة من الخلاعة والتمتع.
- وقاية من انتشار الأمراض التناسلية، حيث انه يمنع الفاحشة.
- وقاية من اضمحلال القوى الجسدية.
آداب الحجاب
- غض البصر.
- ترك إبداء الزينة
- أن لا يكون في كلامها لين وخضوع.
- إلا تمشي بطريقة تدل على ما تخفي من زينتها.
- أن تراعي كل متطلبات الوقار.
- عدم مصافحة الرجال باليد.
- منع الخلوة.
- إلا تسافر إلا مع ذي محرم.
- إلا تخرج متعطرة.
- البعد عن مواطن الريبة.
التوصيات على الحجاب
- ضرورة الدعوة إلى الحجاب بالحكمة والموعظة الحسنة في إطار ربطه بالعقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية.
- توجيه الأسرة وبالأخص الوالدين إلى الاهتمام بتربية الفتيات منذ الصغر على الحجاب وتعويديهن عليه مع الحث والترغيب والتشجيع.
- ضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية من المدارس والجامعات ووسائل الإعلام بالحجاب وأثره في حفظ قيم الأمة وأخلاقها.
- إجراء دراسات تربوية تتعلق بجوانب أخرى من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة المسلمة لتعرف المرأة والقائمون على أمرها في المجتمع على الأهداف والوسائل التربوية المناسبة لبناء الشخصية السوية المتكاملة للمرأة المسلمة.
- الاهتمام بمسالة الحجاب اهتمام بالغا من قبل الحكومات في مختلف البلاد الإسلامية.
- أن تصدر الدولة قرارا يفرض الحجاب على المرأة المسلمة في الشارع العام وفي المدراس والجامعات وأماكن العمل وسن القوانين للمحافظة على الأخلاق والمراعة للمظهر العام.
- محاربة المجالات الخليعة التي تفسد الأخلاق ونشر الثقافة الشرعية النافعة.
- كيف ويف التيار العلماني الغربي في العالم الإسلامي والعربي وكشف الوجه الأخر البشع للحياة الاجتماعية الغربية وتقديم الإحصاءات ورصد الظواهر في تلك المجتمعات حيث يتبين لهم انه الحق.
في نهاية بحث عن الحجاب ارجوا ان أكون قد استوفيت كل العناصر ووضحتها جيدا حتى تساعدكم في معرفة كل ما لا تعرفوه عن الحجاب وارجوا لكم التوفيق والنجاح.
المراجع
- السوسوة، عبد المجيد محمد إسماعيل (2004) مقاصد الشريعة في فرض الحجاب، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت -مجلس النشر العلمي (ص 178-179).
- مديرية الشئون النسائية (1956) الشروط الواجب توافرها حتى يكون الحجاب شرعيا، هدي الإسلام، وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية (ص 67-69)
- ظاهر، نور حياتي بنت حاج محمد(1998) الحجاب في الإسلام وأثاره التربوية (ص 14-17)
- زعرور، بكر يوسف (2017) الحجاب في التاريخ الإسلامي وعلاقته بالصورة النمطية المعاصرة للمرأة المسلمة، كلية الدراسات العليا، جامعة بيرزيت، فلسطين (ص 19-25)
- الفنجري، فوزية الخضر محمد (1999) حجاب المرأة المسلمة في ضوء القران الكريم، جامعة أم درمان الإسلامية، السودان
- عمر، ليلى عبد الملك احمد(2007) فوائد الحجاب الشرعي والرد على الشبهات، جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية، كلية الدراسات العليا، السودان (ص 74-94)