قمت بعمل موضوع عن التعاون، فان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان وحيدا، بل خلقة مع أفراد يجتمعون معا على سير المجتمع، فالإنسان لا يستطيع أن يعش وحده مهما حاول فعل ذلك، فهو دائما يكون بحاجة إلى غيره وإلى إخوانه من البشر، لأن الإنسان غير قادر على أن يقوم بكافة المهام كلها وحدها، لذا يجب على الإنسان أن يكون قابلا وقادرا على التفاعل والتعاطي مع الآخرين أيا كانت معتقداته أو أفكاره أو عرقه وما إلى ذلك من أمور مختلفة ومتنوعة.
مقدمة
إن الإنسان نشا محتاجا دائما إلى الأخرين ومساعدتهم، لذا قامت كلمة التعاون التي عملت على أن يعيش في مجتمعات تحكمه، حيث نشأت هذه المجتمعات على أساس العوامل المشتركة بين الناس، ويوما بعد يوم أخذت هذه المجتمعات بالتطور التدريجي فلم تقف عند حد الإنشاء، بل وضع القوانين التي تحدد من خلالها طبيعة علاقته مع باقي من يعيشون معه في مجتمعه مما أهله إلى أن يكون فردا قادرا على تطوير نفسه وصقل قدراته حتى وصلت اليوم الدول إلى قمة الحضارة في ظل انتشار العديد من القيم والمفاهيم التي تنظم الدول، كمفهومات الدول المدنية والديمقراطية وما إلى ذلك من مفاهيم متعددة وهامة.
تعريف التعاون
هو شكل من أشكال المساعدة التي يقدمها الإنسان من أجل الوصول لهدف معين، وهو بذلك بعد عن الأنانية، لأن المصلحة من خلاله تكون للمجموعة لا للفرد نفسه، ويختلف التعاون عن غيره من أنواع المساعدة بأنه فعل تفاعلي يقوم الطرفان من خلاله بالعطاء، كما أنه فعل دون انتظار مقابل، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابة الكريم “وتعاونوا على البر والتقوى”.
إقرأ أيضا:خاتمة موضوع تعبير , عدة خاتمات لاي موضوع تعبير يحتاجها كل طالبموضوع تعبير عن التطوع
أهمية التعاون
التعاون هو سمة ضرورية من سمات الحياة، التي تعمل على قضاء حاجات الإنسان الكثيرة، وهذا ينشا عن طريق تلبية ومساعدة الأخرين دون مقابل، بل ويجعل منه استفادة لدى الأخرين، لأنه يعمل على إعطاء خبراته التي استمدها من نواحي الحياة ومشاركتها مع باقي الأفراد، بالإضافة إلى انه يعمل على تحديد أدوار الأخرين، ومدى موهبة كل فرد ومميزاته التي يشارك بها الأخرين، كي تقوم على دمج كل هذه المواجب والمميزات لتكون مجتمع كامل لا يشوبه شيء، وبذلك يقوم مجتمع راقي وحضاري يفيد كل الأفراد.
أهمية التعاون بالنسبة الفرد
التعاون هو أساس النهضة، فكما قلنا يمتلك كل شخصٍ من الأشخاص ميزة خاصة به اختص بها دونا عن غيره من الناس، وهذا الأمر هو ما يؤدي إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون بين البشر في كافة المجالات حتى تعم الفائدة على الجميع، فهو مطلوب على كافة المستويات وفي كافة الصعد المختلفة، لهذا السبب ومن هنا فالتعاون ضروري على المستويات الكبيرة والمستويات الصغيرة، أي على المستوي الأممي والدولي وعلى المستوى الفردي.
أهمية التعاون بالنسبة المجتمع
- كسب رضا الله تعالى وخاصة إن كان التعاون ناتجا بقصد ديني، وبذلك يتم بناء مجتمع إسلامي أخلاقي قادر على مواجهة جميع التحديات.
- ظهور أفراد يحملون صفات أخلاقية عالية.
- القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة في المجتمع، ففي التعاون يزداد الاستثمار فتزداد فرص العمل، كما أن الأغنياء يصبحون يتعاونون مع الفقراء ويقدمون لهم سبل الراحة في العيش.
- التعاون سبيل لمحبة كل فرد للفرد الآخر، وتقديم له جميع السبل الممكنة لمساعدته فذلك يقوي المجتمع ويجعله ذا هيبة أمام أعدائه فيخافون من قوة أفراده ولا يطمعون في السيطرة عليه.
- توفير الجهد والتعب، فعندما يتعاون أفراد المجتمع على أمر ما فإن جهده سيتوزع عليهم جميعا، أما إن قام به شخص واحد فسيتحمل كل المجهود والتعب وحده، ومع ذلك قد لا يتقنه بسبب قلة النصائح.
- زيادة العلم والمعرفة في المجتمع، ويساهم في مناقشة الأفكار العلمية والمعارف الثقافية بين الأفراد وبالتالي الزيادة عليها أو تصحيحها إن كان فيها شيء غير مؤكد، فدائما نرى أن المجتمعات القضاء على ظاهرة الأنانية بين المجتمع والتي لها أثر سلبي على الفرد نفسه وعلى أفراد مجتمعه.
- انتعاش المجتمع ماديا، وجعله ذا اقتصاد قوي، وينتج ذلك من التعاون التجاري بين الأفراد.
- المتعاونة تكون أكثر تطورا علميا وتكنولوجيا، وأفرادها يكونون على مستوى عاليا من المعرفة، ومثال على ذلك المجتمع الياباني.
- السرعة في إنجاز الأعمال، وبذلك توفير ساعات عديدة من الوقت يستفيد منها المجتمع بعمل آخر.
أنواع التعاون
التقليدي:
- الحصول على الأرض واستغلالها لزراعة الفواكه والخضروات والحبوب، وامتلاك وسائل للإنتاج للحصول على منتج جيد ومنخفض التكاليف في الوقت نفسه.
- تكوين جمعيات تعمل بالاتجار بالجملة.
- تكوين جمعيات محلية يتركز عملها بالحصول على مقدار معين من الأرباح الفائضة لبعض الأفراد، واستغلالها لصالح باقي الأفراد.
الصدقة والزكاة:
- أمر الدين الإسلامي بالزكاة والصدقة لتزكية المال، كما أنه يعتبر أحد مظاهر التعاون بين أفراد المجتمع.
- تساهم الصدقة في سد احتياجات المساكين والفقراء الأساسية.
- تعمل على تعزيز شعور المحبة تجاه الآخرين وحب الخير لهم أيضاً.
الأعمال التطوعية:
- يوجد العديد من المؤسسات غير الربحية التي تعمل على تنظيم الأعمال التطوعية التي تعود على المجتمع والأفراد بالنفع والفائدة.
- تساهم المشاركة في الأعمال التطوعية في تعزيز الروابط في المجتمع إضافة إلى تنمية روح التعاون بينهم للوصول بالمجتمع إلى أفضل حال يريدونه.
اهمية العمل للفرد والمجتمع
أشكال التعاون
تعاون الدول:
إقرأ أيضا:انهيار اخلاق العمل , موضوع تعبير عن أسباب انهيار اخلاق العمل في المجتمعيقصد بها الجهود المبذولة بين دول العالم من أجل تحقيق مصلحة الدول المتعاونة سبيل تحقيق الأمن والسلم الدولي ومواجهة التحديات السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية، كما يمكن للتعاون الدولي أن يتم على مستوى الأفراد بين الدول والمجتمعات والأعراق المختلفة إضافة إلى المنظمات الحكومية والغير حكومية بشكل عام التعاون الدولي يتم بصفة رسمية عبر الاتفاقيات والمعاهدات البينية أو الدولية كما يمكن أن يتجسد في المساعدات الإنسانية والتحركات المشتركة يعد هذ المبدأ من القواعد الأساسية التي تقوم عليها منظمة الأمم المتحدة وتدعو إلى تحقيقها.
تعاون الأسرة:
إن تعاون الكبير والصغير وسط كيان الأسرة يعمل ويكدح ويكافح وهذا كله يعتمد على فاعلية الزوجين الكريمين وانسجامهما وهذا الانسجام والتعاون فيما بينهما ينعكس على شخصية الأبناء من بنين وبنات مما يجعلهم سندا لوالديهما بدءا من صغير الأمور إلى كبيرها.
تعاون الزوج والزوجة:
الزوج والزوجة خليلان متلازمان، فكل منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه، ولهذا كان الواجب عليهما التعاون على البر والخير، لذا يجب إن يتعاونا على ما يهمهما من أمور الحياة الدنيا، وأن يكون كل منهما عضدا للآخر، ومساندا له، ومعايشا لآلامه وآماله، ومعاونا له على القيام بمصالحه وأعماله، فيشارك الرجل زوجه فيما يقدر عليه من أعمال البيت.
تعاون الأطفال:
تعليم الأطفال التعاون يفهمه انه لا يعيش في العالم بمفرده بل يجب أن يتشارك مع الأخرين ومنها يتعلم الطفل العطاء، التعاون يكسب الطفل مهارات اجتماعيه في الكلام والتفكير، التعاون شيء ضروري جدا للحياة حتى لا يصبح الطفل مغرورا أو متكبرا.
مساعدة المسنين:
إن أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية ومساعدة هي مرحلة الشيخوخة، إذ يعود الإنسان ضعيفا، بحاجة إلى رعاية من جميع النواحي: النفسية، والجسدية، والغذائية، والصحية. وبسبب أهمية هذه المرحلة العمرية عند الإنسان، فقد تخصصت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني برعاية المسنين، كما أن القوانين الدولية أولت العناية بالمسنين أهمية كبيرة.
مساعدة المحتاجين:
مساعدة المحتاجين هو أمر شديد النبل، ففي مختلف الثقافات تعد مساعدة المعوز، أو الفقير، أو المحتاج، أو المشرد أمرا أخلاقيا، تخص به جميع الأديان، فان الصورة الأكثر شيوعا من أجل مساعدة المحتاجين هي إمدادهم بالمال، ومن ثم يستطيع هؤلاء الأشخاص شراء ما يحلو لهم بالمال حسب احتياجاتهم.
فوائد التعاون على الفرد والمجتمع
- حرية الراي تعمل على تبادل الآراء وبناء الشخصية لدى الفرد فينشا ذات قيمة لمجتمعه.
- حث الأخرين على التجمع على تحقيق هدف واحد يريدون إصلاحه.
- يساهم في التجمع بين أبناء المجتمع الواحد.
- ربط مشاعر الأخرين ببعضهم البعض، وجعل المودة والألفة تنشا بينهم.
- إعطاء النصائح بين أفراد المجتمع.
- تهدف إلى تجمع المجتمع وجعله قوة واحده متماسكة.
- إنجاز الأعمال خلال وقت قصير وبجهد أقل.
- تطبيق شرع الله في كل أمور الحياة، لنجل منه مجتمع سوي.
- جعل الفرد والمجتمع يدا واحد، لا يحتاج إلى أحد.
- إعطاء الفرد الثقة بالنفس، وهذا ينشا عند مساعدته للأخرين.
- مساعدة الأخرين لها اجر عظيم عند الله تعالى.
ذكر الكتاب والسنة عن التعاون
قال الله تعالى في كتابه {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
قال رسول الله ﷺ «الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». (رواه مسلم)
قال أيضا «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته». (رواه البخاري)
قال أيضا «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» [مسلم وأبو داود]
قال أيضا «ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم» [متفق عليه]
خاتمة
من خلال ما ذكرنا عن التعاون وضح لنا أن التعاون والسلام هما قاسم مشترك فكلما كانت نسبة السلام عالية على إجمالي مساحة الكرة الأرضية، كلما كان التعاون بين البشر أفضل مما يؤدي إلى حصاد نتيجة هذا التعاون عن طريق تقاسمهم للحياة المهنية، أما في حال كانت حالة الحرب والضغائن والأحقاد والمكائد والدسائس هي التي تسيطر على الكرة الأرضية كلما أبعد ذلك أشكال التعاون عنهم، وكلما دمر أيضا ما بنوه في أوقات سلمهم، فالمشكلة الرئيسية التي تواجه تعاون البشر وتوحدهم لما فيه مصلحتهم، هي تلك النفسيات التي ينضوون عليها.
فعندما يحيق خطر جسيم بهم يتوحدون في صده، وعندما ينجحون في القضاء عليه ينسون كل ما مضى وينقلبون على بعضهم البعض، فهذه الطبيعة هي التي تقف حائلا وحاجزا أمام ازدياد نسبة الأعمال المشتركة بينهم جميعا، لذا يجب أن نترك كلا تلك الخلافات ونقوم على التعاون بعيدا عن كل تلك المشاكل التي تسود المجتمعات، لان هذا التعاون ينتج عنه التقدم والرقي، وسوف تصبح بلدنا متقدمة وسوف نعيش حياة سعيدة ولا نفرق بين مسلم ومسيحي، بل يجب أن نتعاون جميعًا على الارتقاء بالوطن، لهذا السبب عليك أن تنشر التعاون في وطنك، كل ما عليك فعله هو أن تبدأ بنفسك أولًا، ثم من حولك وسوف الحياة تغيرت للأفضل.