ابحاث تاريخية

حتشبسوت : أول ملكة عظيمة في تاريخ مصر القديمة

حتشبسوت

تعتبر الملكة حتشبسوت واحدة من أبرز حكام مصر القديمة، حيث حكمت خلال الأسرة الثامنة عشرة وتمكنت من تحقيق إنجازات عظيمة جعلت اسمها خالدًا في التاريخ. تولت الحكم في فترة شهدت تحديات كبيرة، لكنها استطاعت أن تثبت جدارتها وتحقق نهضة اقتصادية ومعمارية لمصر.

المقدمة

الملكة حتشبسوت هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة، وتُعتبر الملكة حتشبسوت واحدة من أبرز الحكام الذين تركوا بصمة خالدة في التاريخ المصري. حكمت البلاد في عصر شهد استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا، وأسهمت في ازدهار التجارة وتشييد المعابد العظيمة، مما جعلها واحدة من أعظم الفراعنة في تاريخ مصر.

نبذة مختصرة عن الملكة

  • هي الفرعون الخامس من الأسرة الثامنة عشر التي حكمت مصر القديمة.
  • هي الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول وأمها الملكة أحمس.
  • تميز عهدها بقوة الجيش والرحلات والبناء.
  • تمتد فترتها من 1458 – 1508 ق.م.
  • تزوجت من الملك تحتمس الثاني.
  • أنجبت الأميرة “نفروا رع”.

النشأة والعائلة

1-ولادتها ونسبها

ولدت الملكة حتشبسوت حوالي عام 1508 قبل الميلاد، وكانت هي الطفلة الوحيدة التي ولدت للملك المصري تحتمس الأول من زوجته الرئيسية والملكة الشرعية، فكان من المتوقع ومن البديهي أن تكون الملكة حتشبسوت هي الملكة.

إقرأ أيضا:كورونا دلتا بلس : كل ما يجب معرفته عن متحور كورونا الجديد

 2-زواجها من تحتمس الثاني

وبعد وفاة والدها وهي في سن الثانية عشر 12، قامت بالزواج من أخيها الغير شقيق تحتمس الثاني، الذي كان من زوجة غير رئيسية فكان العرش من حقها، ولكنها تزوجته كممارسة شائعة في هذا الوقت تهدف إلى ضمان بقاء السلالة الحاكمة.

وفي عهد الملك تحتمس الثاني، كانت الملكة حتشبسوت تقوم بالدور التقليدي للملكة والزوجة الرئيسية، وشغلت منصب الملكة إلى جانب زوجها تحتمس الثاني.

الحضارة الإسلامية والعالم الأوروبي

حياة الملكة حتشبسوت

الأدوات التي استخدمتها الملكة حتشبسوت

1-القفازات: هي أول من ارتدت القفازات، وطرزتها بالأحجار الكريمة، وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها، وكشف ذلك بعد رؤية موميائها، على عكس أغلب تماثيلها التي صنعت لها، وكانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتون بذلك.

2-الأواني الكانوبية: بقايا الأواني التي تحفظ الأحشاء ويطلق عليها الأثريون اسم الأواني الكانوبية.

3-الحجر الجيري: تحمل بقايا نصوص من كتاب «ما هو موجود في العالم الآخر».

4-صندوق خشب: يحمل اسم العرش، الاسم المولودة به الملكة حتشبسوت، وداخله يوجد كبد الملكة، والذي تم وضعه داخل الصندوق أثناء عملية التحنيط.

5-حجر الكوارتسيت: استعمل كل التوابيت الموجودة في عهد حتشبسوت في الأسرة الثامنة عشر حجر الكوارتسيت وهو أحد أنواع الحجر الرملي المتماسك الحبات، وقد تكون من الحجر الرملي العادي متماسك بالسليكا المتداخلة باختلاط كوارتس متبلور بين حبات الرمل.

إقرأ أيضا:علماء الرياضيات عبر التاريخ من الحضارة الإسلامية إلى العالم الأوروبي

اعتلاء العرش والتحديات السياسية

1-المراة في مصر الفرعونية

المرأة في مصر الفرعونية لم يكن لها حق شرعي إلهي لكي تتولي الحكم‏، ‏ بل كان هذا الحق مقصورا فقط على الرجال‏، ‏ وفي الوقت نفسه لم يكن من حق الرجل أن يحكم إطلاقا بدون المرأة، حيث أن الملكة “حتشبسوت” كانت واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كامرأة تحكمه، وسواء أقنعت “حتشبسوت” الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها أم لم تقنعهم فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال.

2-اعلان نفسها فرعونة

استطاعت بعد وفاته تحتمس الثاني أن تحكم مصر لأكثر من 20 عاما، وأن تقوم بدور فرعون مصر بنجاح، فكانت هي الوصية على ابن زوجها تحتمس الثالث، الذي كان بدور ملكا سلميا، وقامت حتشبسوت ببناء المعابد والنصب، مما أدى إلى ازدهار مصر في ذلك الوقت.

وبالنسبة للطبقة الاجتماعية فمن الموكد أنها كانت ذات طبقة عليا بحكم أنها من العائلة الملكية، للعلم أن طبقتها العليا هذه لم تبدأ منذ زواجها، بل بدأت من قبل ذلك لان أبيها كان الملك تحتمس الأول، وأخيها الغير شقيق وزوجها الملك تحتمس الثاني، ولذلك فان طبقتها العالية موجودة من الأزل.

إقرأ أيضا:مرض التوحد : أسبابه، أعراضه، وعلاجه المبكر

4-التغلب على المعارضة

واجهت معارضة قوية من كهنة آمون وبعض أفراد العائلة الملكية، لكنها استطاعت كسب دعم المسؤولين والكهنة عبر تعزيز مكانة معبد آمون وتوسيع نفوذها السياسي.

5-لغز الملكة حتشبسوت

المهندس ” سنموت “، الذي صمم لها المبنى الرئيسي في المعبد الجنائزي والمسمى “دجسرو” في الدير البحري، قد منحته ثمانون لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها، وقد أشار المؤرخين خلال تتبع تاريخها وطريقة عيشها إلى وجود علاقة بين حتشبسوت ومهندسها وخادمها الخاص سنموت، وأستدل على هذا من تمديد سنموت ممر يصل قبرها بقبره.

اسهامات الملكة حتشبسوت

إنجازات الملكة حتشبسوت

1-الاستقرار الداخلي والتنمية الاقتصادية: ساهمت سياسة حتشبسوت في تحقيق ازدهار اقتصادي كبير لمصر، حيث اهتمت بتطوير الزراعة وتحسين أنظمة الري، مما زاد من إنتاجية المحاصيل.

2-الحملات العسكرية وحماية الحدود: رغم تركيزها على التنمية، إلا أن حتشبسوت لم تهمل الجانب العسكري، حيث قادت حملات عسكرية ناجحة لتعزيز السيطرة المصرية على المناطق الجنوبية.

3-رحلة بلاد بونت أعظم الإنجازات التجارية

  • أهداف الرحلة: أرسلت حتشبسوت واحدة من أعظم البعثات التجارية إلى بلاد بونت (الصومال حاليًا)، بهدف تعزيز العلاقات التجارية وجلب السلع النادرة.
  • اهم السلع المستوردة: هي البخور، الأخشاب النادرة، الذهب، والأحجار الكريمة، مما عزز مكانة مصر الاقتصادية.
  • مميزات الرحلة: تتألق هذه المرحلة بأبهة نضرة، على الصعيد الفني، ويظل معبد حتشبسوت الجنائزي في الدير البحري الذي شيده أثيرها ومهندسها المعماري سنموت أية من آيات الجسارة والاتزان.

4-العمارة والبناء في عهدها

  • معبد الدير البحري: يُعد معبد الدير البحري من أعظم الإنجازات المعمارية في عهد حتشبسوت، حيث بُني على ثلاث طبقات بتصميم فريد يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة.
  • مشاريع البناء الأخرى: أمرت حتشبسوت ببناء العديد من المعابد والتماثيل، مما ساهم في ترسيخ مكانتها كواحدة من أعظم البنّائين في تاريخ مصر.

قصة اكتشاف الملكة حتشبسوت

1-شكل المقبرة

تم اكتشاف مقبرة الملكة “حتشبسوت ” في الجانب الشرقي من وأدي الملوك في مدينة الأقصر بمصر، على يد عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة هيوارد كارتر، حيث بدا البحث وعثر على مقبرة حتشبسوت فارغة عام 1903م حيث أن هذه المقبرة يصل طولها إلى حوالي 219 مترا وتنزل بانحدار شديد داخل صخر الجبل المنحوتة به، ويمثل النزول إلى هذه المقبرة خطورة كبيرة ومصاعب جمة يتكبدها كل من يغامر بزيارة هذه المقبرة الفريدة في تصميمها وأنفاقها الخطيرة، والمقبرة(20) تعد نموذجا فريدا بين مقابر وادي الملوك جميعها بسبب تصميمها الفريد وممراتها الدائرية لمسافة 210 أمتار تقريبا في أتجاه عقارب الساعة، ولكن لم تكون موجودة في المقبرة (20) بل كانت موجودة في مقبرة المرضعة.

عثر هيوارد كارتر عام 1903م على المقبرة رقم (20) التي كانت تخص الملكة حتشبسوت، حيث أن هذه المقبرة يصل طولها إلى حوالي 219 مترا وتنزل بانحدار شديد داخل صخر الجبل المنحوتة به، ويمثل النزول إلى هذه المقبرة خطورة كبيرة ومصاعب جمة يتكبدها كل من يغامر بزيارة هذه المقبرة الفريدة في تصميمها وأنفاقها الخطيرة، حيث وجد كارتر عند دخولها على تابوت حجري خاص بالملكة والذي محفور عليها اسمها، والذي يوجد الأن ومحفوظ في المتحف المصري.

2-شكل التابوت

التابوت كان فارغا وكانت هذه هي البداية المنطقية للبحث، ولكنها لم تؤدى للوصول إلى المومياء المطلوبة، وبذلك كان على كارتر أن يفتش عنها في مكان أخر وبالفعل ذهب إلى مقبرة أخرى، حيث تمت بصلة لتلك الملكة وهي مقبرة المرضعة، فبحث كارتر في المقبرة رقم(60) التي تخص المرضعة، وكانت تقع أسفل مقبرة الملكة مباشرة،

3-عدد المومياوات

عثر عليها هيوارد كارتر في عام 1907م، حيث وجد بداخلها موماتين:

  • الأولى كانت موضوعة في تابوت خشبي نقش عليه أخر حرفين من اسم المرضعة وقد نقل كارتر تلك المومياء في وقتها إلى المتحف المصري، والثانية كانت ملقاه على الأرض بجوار الأولى وبدون تابوت.
  • الثانية تم نقلها للمتحف المصري عند بداية البحث عن مومياء الملكة، حيث أن المومياء التي كانت في التابوت كانت محنطه على الطراز الملكي مما جعل الباحثون وقتها يعتقدون أنها تخص الملكة.

4-شكل المومياء

لاحظ الباحثون أن المومياء داخل التابوت كانت أقصر من طول التابوت (التابوت طوله 2 متر والمومياء طولها 1.05 متر) مما جعلهم يعتقدون أن المومياء تخص الملكة وليس المرضعة ولكن التكهن أن الملكة داخل التابوت يلزمه دليل وتتوالى الأبحاث بواسطة أحدث أجهزة الأشعة المقطعية وتحاليل الحمض النووي ولكن كلها لم تؤكد من تكون الملكة، ولكن أخيرا تم اكتشاف مومياء الملكة حتشبسوت عند فحص الموماتين.

وتبين أن المومياء التي كانت ملقاة على ارض المقبرة بدون تابوت هي التي ينقصها ذلك الضرس الذي عثر عليه داخل الصندوق وهذا يؤكد أنها مومياء الملكة حتشبسوت، حيث عثر عليه في خبيئة المومياوات الموجودة بالدير البحري بالقرب من وأدى الملوك واكتشف في عام 1881 ومنقوش عليه اسم الملكة حتشبسوت، وعثر داخل هذه الخبيئة على (40) مومياء لفراعنة مصر، بداخل الخبينة كبد الملكة والأمعاء وجزء صغير من ضرس لا يتعدى 1.8 سنتيمتر.

5-موصفات المقبرة

  • (20) بقايا أثاث جنائزي يشمل غطاء تابوت.
  • بقايا الأواني التي تحفظ الأحشاء ويطلق عليها الأثريون اسم الأواني الكانوبية.
  • قطع من الحجر الجيري تحمل بقايا نصوص من كتاب «ما هو موجود في العالم الآخر”.
  • بقايا أوان فخارية مرسوم على جدرانها عين الأوجات وهي العين المقدسة‏، ‏ واحدة تنظر لمدخل المقبرة الأخرى عند حجرة الدفن والتي توجد على امتداد المدخل، حيث تكون قرب المقبرة (60). موصفات المقبرة رقم 60 هي عبارة عن حجرة مربعة صغيرة تحتوي على العديد من القطع الأثرية الصغيرة المتناثرة‏، ‏وهي خالية من أي شيء آخر ويبدو أنه لم يكتمل العمل فيها‏، لذلك مازال هناك الكثير من الأسرار التي أحاطت بالفراعنة وتاريخهم، ولا سيما ملوكهم وملكاتهم.

اكتشاف مقبرة حتشبسوت

نهاية عهدها ومصيرها الغامض

1-وفاة الملكة حتشبسوت

  • توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف (يوافق 14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها، جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.

2-سبب وفاة الملكة حتشبسوت

  • ان أسباب وفاة الملكة حتشبسوت مرض خبيث في بطنها وأنها كانت أيضا تعاني من مرض السكر الذي تسبب في ضعف الأسنان وسقوط الضرس أثناء التحنيط ووضعه في الصندوق الخشبي، وهذا يغير الاعتقاد بان الملكة ماتت مقتولة.

3-مكان دفنها

  • معبد حتشبسوت الجنائزي يقع يمينا من معبد منتوحوتب الثاني، يوصل طريق الموكب بين معبد الوادي على النيل والمعبد الجنائزي لحتشبسوت ويبلغ طول طريق الموكب نحو 1 كيلومتر، معبد الوادي الذي يطل على النيل يواجه معبد أمون رع في الكرنك على الواجهة الشرقية من النيل، وكان طريق الموكب في الماضي طريق كباش.
  •  كانت تماثيل الكباش من الأحجار الرملية أتى بها المصريون القدماء من محجر السلسلة، ويتكون المعبد من ثلاثة طوابق متتابعة على شرفات مفتوحة، بني المعبد من الحجر الجيري، ونصبت أمام أعمدة الطابق الثاني تماثيل من الحجر الجيري للإله أوز وريس وللملكة حتشبسوت في توزيع جميل، في الأصل كانت تلك التماثيل ملونة، ولم يبقى من الألوان الآن إلا بعض الآثار، وبعض التماثيل في حالة جيدة تماما تدل على أناقة تصميم المعبد وجماله.

4-محو ذكراها من التاريخ

عمل تحتمس الثالث على محي أثارها وطمسها وادعاء استيلائها على عرش والده، كما حطم تماثيلها، وعلى الرغم من محاولاته لطمس معالم هذه الملكة العظيمة وإتلافها إلا أن خبراء الآثار استطاعوا الكشف عن الكثير من المعالم الدالة على عظمة هذه الملكة من نقوش وأثار وغيرها، ومن أروع ما تم كشفه هو معبد الدير البحري الذي أتى كواحد من أعظم أبنية التاريخ الفرعوني.

فرعونة مصر القديمة

إرث الملكة حتشبسوت في التاريخ

1-تأثيرها على الحكم في مصر القديمة

ساهمت حتشبسوت في إرساء نهج جديد في الحكم يعتمد على الاستقرار والتنمية بدلاً من الحروب والتوسعات العسكرية. وقد أسست نموذجًا ناجحًا لحكم المرأة في مصر القديمة، ما جعلها مصدر إلهام للملكات اللاتي جئن بعدها.

2-كيف ينظر إليها المؤرخون اليوم؟

يرى المؤرخون اليوم أن حتشبسوت كانت واحدة من أعظم حكام مصر القديمة، حيث استطاعت تحقيق ازدهار اقتصادي ومعماري استثنائي. كما أن اكتشاف آثارها ومعبدها بالدير البحري أعاد تسليط الضوء على إنجازاتها، مما جعلها رمزًا للحكم القوي والإدارة الحكيمة.

وفاة الملكة حتشبسوت

خاتمة

تمكنت الملكة حتشبسوت من تجاوز كل التحديات لتصبح واحدة من أعظم حكام مصر. إنجازاتها العظيمة في السياسة، التجارة، والعمارة جعلتها رمزًا للقيادة النسائية في العالم القديم.

المراجع

  1. جويجاتي، ماهر جان، فير كوتير(1992). مصر القديمة، الطبعة الأولى. دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع. القاهرة.
  2. عرفة، محمد نبيل(2017) الإدارة في مصر القديمة: تجربة الملكة حتشبسوت 1482 -1503 ق. م. الإدارة، اتحاد جمعيات التنمية الإدارية، (29-30)
  3. حافظ، وهاد سمير أحمد(2008) دراسة مكملات الزي في عهد حتشبسوت من الدولة الحديثة لصياغة مكملات زي معاصرة، المؤتمر العلمي السنوي الثالث -تطوير التعليم النوعي في مصر والوطن العربي لمواجهة متطلبات سوق العمل في عصر العولمة. رؤى استراتيجية، جامعة المنصورة -كلية التربية النوعية
  4. أديب، سمير(2000) موسوعة الحضارة المصرية القديمة، الطبعة الأولى
السابق
المخدرات : الأنواع، الأضرار، وسبل الوقاية
التالي
التعليم عن بعد | تأثيره وأهميته في ظل جائحة كورونا ومستقبله في 2025

اترك تعليقاً