التدخين يعد من أكثر العادات التي تضر الصحة العامة، إذ يمتد تأثيره السلبي إلى كافة أجهزة الجسم تقريبًا. رغم حملات التوعية والجهود المستمرة لمكافحة هذه العادة، إلا أن العديد من الأشخاص ما زالوا يقبلون على الاعتماد على السجائر ويعيشون في فخ الإدمان. في هذا المقال، سنتعرف معًا على أضرار التدخين المختلفة وأسباب انتشاره بين مختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى الطرق الفعالة للوقاية منه.
المقدمة
الاعتماد على السجائر هو ظاهرة منتشرة في دول العالم، ولا يخلو مجتمع من وجود مدخنين بين أفراده، وقد اتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل ملايين الأفراد من مختلف المستويات الاجتماعية ومختلف الأعمار، ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة بالأسقام والأمراض المزمنة من جراء التدخين، لذلك باعتبار أن الإنسان هو عصب التنمية والتدخين يؤثر على إنتاجية الفرد كماً وكيفاً وبالتالي تتأثر برامج التنمية في المجتمع، لذلك أقوم من خلال هذا البحث التحدث بشكل مفصل عن التدخين وأضراره على الصحة.
التدخين
هو عادة ضارة تتمثل في استنشاق الدخان الناتج عن حرق مادة التبغ (غالبًا في السجائر أو السيجار أو الغليون أو الشيشة). عند حرق التبغ، يتم إطلاق مجموعة من المواد الكيميائية السامة، بما في ذلك النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران، والتي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان والبيئة.
إقرأ أيضا:الذكاء الانفعالي : معلومات مهمة عن الذكاء الانفعالي وأهميته في حياتنايشمل التدخين ليس فقط استهلاك السجائر التقليدية، ولكن أيضًا استهلاك أي منتج يحتوي على التبغ، مثل السيجار، والشيشة، والتبغ المعسل، والمكملات التي تحتوي على النيكوتين، مثل السجائر الإلكترونية.
مكونات دخان السجائر
1-النيكوتين
- قلوي سائل قاتل إذ يكفي حقن 500 ملغرام منه في دم الإنسان لتؤدي إلى وفاته فورا.
- النيكوتين له تأثير مباشر على خلايا الجهاز العصبي فيهيجها ثم يعقب ذلك هبوط في النشاط والقوى الحيوية.
- النيكوتين يؤثر على الألياف العضلية ويسبب ارتخاء العضلات.
- النيكوتين يؤثر على العصبي المركزي منها الخمول والضجر والغثيان والقيء إذا يؤثر على مراكز الحس المختصة في الدماغ نفسه.
2-غاز أول أكسيد الكربون
- عمل الهيموجلوبين الأساسي هو حمل الأوكسجين عن طريق الدم إلي انسجه الجسم المختلفة بما في ذلك الجزء الذاهب إلى عضلات القلب وعضلات المخ، وعندما يتحد أول أوكسيد الكربون مع هيموجلوبين الدم بنسبة أكبر من اتحاده مع الأوكسجين بنسبة تصل إلى 200 صنف مما يعطل عمل الهيموجلوبين الأساسي ويؤدي ذلك إلى أمراض خطيرة كالذبحة الصدرية.
3-القطران
- يسبب القطران التهابات مزمنة في الفم والشفتين واللسان كما قد يسبب لها السرطان، ولدى وصول القطران إلى المعدة يسبب لها التهابات ويؤدي القطران إلى قرحة المعدة ويؤخر عملية التئامها بل قد يحولها إلى قرحة سرطانية، للتأكد من ذلك انظر إلى الغليون الذي تستعمله لترى مقادير الرواسب المتبقية فيه عند تنظيفه.
4-ذرات الكربون
- هذه الذرات تدخل الشعب والقصبات الهوائية مع الدخان وتسبب تقلص المسالك الهوائية وبذلك تقلل من كميات الهواء والأوكسجين الداخل إلى الرئة.
التدخين وتأثيره على البيئة
تلوث الهواء
- الدخان المتصاعد من السجائر يحتوي على مئات المواد السامة والمسرطنة، مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون. عند تدخين السجائر، تنتشر هذه المركبات في الهواء وتؤثر على جودة الهواء الذي نتنفسه. هذا يساهم في تلوث البيئة المحيطة ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض التنفسية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.
تلوث المياه
- من المثير للدهشة أن رماد السجائر وفلاتر السجائر لا تتحلل بسهولة وتظل في البيئة لفترات طويلة. عندما يتم التخلص من السجائر في الأماكن العامة أو على الشواطئ أو بالقرب من الأنهار، يمكن أن تلوث المياه ويؤثر ذلك سلبًا على الحياة المائية. المواد السامة الموجودة في السجائر مثل النيكوتين والزيوت والمواد الكيميائية الأخرى قد تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية، مما يضر بالكائنات الحية والنظام البيئي بشكل عام.
الآثار على الحياة البرية
- الرماد وبقايا السجائر يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الحياة البرية. بعض الحيوانات قد تبتلع بقايا السجائر التي قد تحتوي على مواد سامة، مثل النيكوتين، مما يؤدي إلى تسممها أو حتى موتها. كما يمكن أن تؤدي السجائر المهملة إلى حرائق الغابات إذا تم إلقاؤها بشكل غير مسؤول.
التلوث البصري
- أكياس السجائر والفلاتر يمكن أن تتناثر في المناطق العامة مما يسبب تلوثًا بصريًا. إن وجود هذه الملوثات في الأماكن العامة يؤدي إلى تشويه البيئة ويقلل من جمال الأماكن الطبيعية.
المخدرات : الأنواع، الأضرار، وسبل الوقاية
أضرار التدخين على الصحة (مضار التدخين)
أمراض القلب والأوعية الدموية
- زيادة سرعة القلب.
- زيادة الدهن في الدم.
- زيادة تقلص الأوعية.
- زيادة ضغط الدم.
- نقص أوكسجين الخلية.
- تقصير.
أمراض الجهاز التنفسي
- التهاب القصبات.
- إنهاك عمل الشعيرات والأهداب.
- انتفاخ الرئة.
- ضيق التنفس.
- تقليل التنقية الهوائية.
- ضعف القدرة الالتهامية للحويصلات.
أمراض السرطان
- سرطان الرئة.
- سرطان الشفة.
- سرطان المريء.
- سرطان الحنجرة.
- سرطان الفم.
- سرطان المثانة.
النساء الحوامل
- يولد الطفل اقل من وزنه الطبيعي بحوالي 170 غرام.
- يولد الطفل غير مكتمل النمو ولدية نقص في الأعضاء.
- تتعرض المرأة الحامل إلى الإجهاض.
- يؤدي إلي موت الجنين في رحم الأم، وقد يموت الجنين بعد الولادة وهذا بنسبة 28% على جنين غير المدخنين.
- تغيرات في المشيمة وحدوث الترسبات والتكلسات تحت الغشاء المشيمي، وكذلك وزن المشيمة في المرأة المدخنة اقل منها في غير المدخنة.
التدخين والإدمان
الإدمان على النيكوتين
- النيكوتين هو المركب الكيميائي الرئيسي في السجائر الذي يؤدي إلى الإدمان. عند دخوله إلى الدم، يحفز النيكوتين إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل الدوبامين، التي تُشعر المدخن بالراحة والسعادة. هذه العملية تؤدي إلى الإدمان النفسي والجسدي، مما يدفع المدخن للاستمرار في هذه العادة، رغم معرفته بأضرارها الكبيرة.
الإدمان النفسي والجسدي
- الإدمان الجسدي على النيكوتين يعني أن المدخن يحتاج إلى السجائر ليشعر بالراحة أو لتجنب الأعراض الانسحابية مثل العصبية والقلق والصداع. بالإضافة إلى ذلك، هناك إدمان نفسي حيث يتطور التدخين إلى عادة مرتبطة بالمواقف الاجتماعية أو العواطف مثل الشعور بالملل أو التوتر. هذا يجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة.
دورة الإدمان
- تبدأ عادة التدخين من محاولات تجريبية غالبًا في سن مبكرة، وتستمر بسبب تأثير النيكوتين على الدماغ. كلما ازداد المدخن في تدخين السجائر، زادت كمية النيكوتين التي يحتاج إليها للحفاظ على نفس التأثير، مما يعزز من قوة الإدمان ويجعل الإقلاع أكثر تحديًا.
الإدمان في الأجيال القادمة
- الأطفال الذين يشاهدون والديهم أو أفراد الأسرة يدخنون يتعرضون للإدمان غير المباشر، حيث قد يبدأون في تدخين السجائر في وقت لاحق من حياتهم. إن التعرض للإدمان في مرحلة الطفولة يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة في المستقبل.
أسباب أقبال الشباب على التدخين
- المشاكل العائلية هي التي سبب لجوء الإنسان إليها للتنفيس عن غضبهم من وجهة نظرهم.
- البطالة هي أحد أسباب، حيث يلجا الشباب إليها معتقدا انه ينفس بذلك عن غضبه.
- التقليد الأعمى، حيث يقوم الشباب بالتقليد بسبب رؤية إبائهم يدخنون.
- كثرة المال للأطفال والمراهقين مع عدم الرقابة التي تؤدي إلى التدخين.
- رؤية المدرسين وهم يدخنون وهذا سبب لعدم رؤية الطفل قدوة حسنة يقتضي بها.
رأي الدين في التدخين
من المقرر في الشريعة الإسلامية انه لا يحل للمسلم أن يتناول من الأطعمة أو الأشربة شيئا يقتله بسرعة أو ببط أو يضره أو يؤذيه، ولا أن يكثر من طعام أو شراب يمرض الإكثار منه، لان حياته وصحته، من نعم الله عليه، وهي وديعة عنده لا يحل له التفريط فيها.
((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
سورة الأعراف (157)
ومن المعروف في الإسلام أن التحريم يتبع الخبث والضرر، وفما كان خالص الضرر أو كان ضرره أكبر من نفعه فهو حرام، وما كان خالص النفع أو كان نفعه أكبر من ضرره فهو حلال، ولو طبقنا هذه المبادئ على التدخين لخرجنا بالنتائج التالية.
- ثبتت علميا اضراره على الصحة العامة، فان الدخان يحتوي على 2% من وزنه نيكوتين، وهي مادة قاتلة اقوى في فعلها من الزرنيخ.
- الاستمرار على تناوله يحدث التسمم المزمن كما هي الحال في جميع المخدرات، مما يؤثر بالتالي على المخ والأعصاب ويوجد عادة الإدمان.
- ثبت علميا أنه يؤثر على القلب بان يجعل دقاته غير منتظمة، وهذا هو السبب الذي يدعو الرياضيين إلى اجتناب التدخين.
- ثبتت العلاقة القوية بينه وبين مرض وسرطان الرئة، وتقول الإحصاءات العلمية أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة بين المدخنين تبلغ عشرة أضعاف الإصابة عند غير المدخنين.
نصائح لتفادي خطر التدخين
أفضل طريقة لتفادي خطر التدخين هو عدم البدء به لان عملية توقيف التدخين لسوء الحظ صعبة وكل مدخن حاول الإقلاع عشرات المرات وفشل في اغلب الأحيان، ولكي تنجح عملية التوقف يجب توفر عدد لا باس به من الشروط منها ما يلي:
- الاقتناع الكامل بالأخطار الناجمة عنه.
- وجود الإرادة والتصميم.
- توفر جو اجتماعي وعائلي مناهض للتدخين.
- الحملات التثقيفية.
- عدم الاختلاط بالمدخنين.
طرق الإقلاع عن التدخين
- ممارسة الرياضة.
- القراءة.
- تناول السوائل قليلة السكر وخصوصا الماء لتطريب الفم ومنع جفافه.
- استخدام الفرشاة أو السواك لتنظيف الفم والأسنان بصفة دائمة.
- الابتعاد عن المدخنين.
- مخالطة من تركوا التدخين سابقا.
- استعمال مركبات النيكوتين (طوابع)
- تناول علكة مضغ.
- وضع بخاخة أنفية.
وصفات طبيعية تفيد في التوقف عن التدخين
الشوفان |
|
البطيخ |
|
الجرجير |
|
أسئلة شائعة حول التدخين
- ما هي أبرز أضرار التدخين على الصحة؟
- الاعتماد على السجائر يسبب العديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب، السرطان، الأمراض التنفسية مثل الربو، وأضرار على الجهاز العصبي والعظام. كما يؤثر التدخين بشكل كبير على الحياة الجنسية والخصوبة.
- كيف يؤثر التدخين على البيئة؟
- التدخين لا يؤثر فقط على صحة المدخن، بل يمتد تأثيره السلبي إلى البيئة، حيث يتسبب في تلوث الهواء والماء ويؤدي إلى تلوث الأرض بسبب بقايا السجائر والفلاتر التي لا تتحلل بسهولة.
- هل التدخين يسبب الإدمان؟
- نعم، الاعتماد على السجائر يسبب الإدمان بسبب مادة النيكوتين الموجودة في السجائر، وهي مادة كيميائية تحفز الدماغ وتسبب الشعور بالراحة، ما يدفع المدخن للاستمرار في التدخين رغم معرفته بأضراره.
- ما هي الطرق الفعالة للإقلاع عن التدخين؟
- من الطرق الفعالة للإقلاع عن التدخين العلاج بالنيكوتين، الأدوية التي تساعد في تقليل الرغبة في الاعتماد على السجائر، والدعم النفسي والاجتماعي، والتوجه إلى المجموعات الداعمة للإقلاع عن التدخين.
- هل يمكن أن يتسبب التدخين في إصابة غير المدخنين؟
- نعم، الدخان السلبي (الدخان الذي يستنشقه غير المدخنين من البيئة المحيطة) يمكن أن يسبب أمراضًا خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية للمدخنين السلبيين.
- هل يوجد تدخين آمن؟
- لا يوجد تدخين آمن. حتى الاعتماد على السجائر أو السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون لها آثار صحية سلبية على المدى الطويل.
- هل يمكن للمدخن أن يتعافى بعد الإقلاع عن التدخين؟
- نعم، الجسم يبدأ في التعافي تدريجيًا بعد الإقلاع عن التدخين، حيث تتحسن الدورة الدموية، ويبدأ الجهاز التنفسي في التعافي، ويقل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
الخاتمة
الاعتماد على السجائر يمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة الإنسان وحياة المجتمع. رغم صعوبة الإقلاع عن هذه العادة، إلا أنه بالإرادة والدعم المناسبين يمكن للإنسان أن يتغلب على هذه العادة المدمرة. لنحرص جميعًا على العيش حياة صحية خالية من السموم التي يجلبها الاعتماد على السجائر، وأن نكون قدوة لأجيالنا القادمة.
في الختام ارجوا أن أكون تحصلت على كل المعلومات الخاصة بالتدخين، حيث عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه، لذا أتمنى أن أكون موفقا في سردي للعناصر السابقة سردا لا ملل فيه ولا تقصير موضحا فيه كل المعلومات المفيدة، وان ينال البحث أعجباكم، وان يتسع صدركم لدراسة ما قدمت دون ملل، والحمد لله الذي هدانا ووفقنا لما قدمنا.
المراجع
- طنوس، رفيق مصباح(2000) التدخين، الأمن والحياة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
- العلمي، رياض (1987) التدخين والصحة، الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (46)
- حمودة، عزت أبو الفتوح(1981) التدخين وأضراره، الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (ص 131-133)
- الخطيب، هشام إبراهيم(1982) هل التدخين حقاً مضر؟ الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (ص 83)
- عليان، ربحي مصطفى(2002) الأطفال والتدخين، الأمن والحياة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
- أحمد، أحمد فهمي (1988) مؤتمر مكافحة التدخين، التوحيد، جماعة أنصار السنة المحمدية
- اليوسف، إيمان عبدالحميد(2008) التدخين .. الأضرار والعلاج، الأمن والحياة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (ص69)
- طنوس، رفيق مصباح (2000) التدخين، الأمن والحياة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (ص 95)