ظهر التعليم عن بعد مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث شهد العالم تحولًا جذريًا في جميع القطاعات، وعلى رأسها قطاع التعليم، واضطرت المؤسسات التعليمية إلى إغلاق أبوابها كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس، مما أدى إلى تبني هذا التعليم عبر الانترنت بعد كبديل أساسي لضمان استمرارية العملية التعليمية، وعلى الرغم من أن التعليم عبر الانترنت كان موجودًا منذ عقود، إلا أن الجائحة سرّعت من تبنيه على نطاق واسع، مما أثر بشكل كبير على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، في هذا المقال، سنتناول مفهوم التعليم عن بعد، أنواعه، أدواته، مزاياه وعيوبه، ومدى تأثيره على مستقبل التعليم، لا سيما بحلول عام 2025.
المقدمة
التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا يتم الحد من انتشار الفيروس فيما بين الطلاب، ولكن التعليم عبر الانترنت ظهر منذ فترة كبيرة ولكن في نطاق ضيق، حيث كان النظام التعليمي تقليدي في كافة المجتمعات، ولكن مع ظهور فيروس كورونا واتخاذ دول العالم احتياطاتهم للحد من انتشار فيروس كورونا، قررت دول العالم أن يتم التعليم عن بعد، فقد تم إغلاق المدارس والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، وهذا حتي نحرض على وقاية الطلاب والطالبات من التعرض للإصابة بهذه العدوي الخطيرة، فاتجهت المؤسسات التعليمية نحو تطبيق نظام التعليم عبر الانترنت بدلاً من النظام التعليمي التقليدي من أجل استكمال الدراسة.
إقرأ أيضا:مواقع التواصل الاجتماعي: تأثيرها الإيجابي والسلبي في حياتنا اليوميةالتعليم عن بعد
ساهم التعليم عن بعد في استمرار العملية التعليمية رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا. وبينما لن يحل هذا النظام محل التعليم التقليدي بالكامل، فإنه سيظل جزءًا أساسيًا من مستقبل التعليم بفضل مرونته وإمكانياته الواسعة. ومن الضروري تحسين تقنياته وتطوير مناهجه لضمان تجربة تعليمية أكثر تفاعلية وفعالية في المستقبل.
مفهوم التعليم عن بعد
- الجمعية الأمريكية: هو عبارة عن تقديم التعليم أو التدريب من خلال الوسائل التعليمية الإلكترونية، ويشمل ذلك الأقمار الصناعية، والفيديو، والأشرطة الصوتية المسجلة، وبرامج الحاسبات الألية، والنظم والوسائل التكنولوجية التعليمية المتعددة، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى للتعليم عن بعد.
- الجملان (2002): هو نوع من التعليم يتباعد فيه المتعلم عن المعلم وعن مكان التعلم مستخدما فيه كل التكنولوجيا والوسائل والأسباب التي تمكنه من التعليم الذاتي.
- الموسى، المبارك (2005): هو نظام تقوم به مؤسسة تعليمية يعمل على إيصال المادة التعليمية او التدريبية للمتعلم في أي مكان، واي وقت عن طريق وسائط اتصال متعددة.
- الشرهان (2001): هو أحد أساليب أو تطبيقات التعليم المستمر التي تتضمن مسميات متعددة منها التعليم بالمراسلة، التعليم مدى الحياة، التعليم الممتد، والهدف منه هو إتاحة الفرص التعليمية المستمرة طيلة حياة الفرد من اجل تنمية تعليميا عبر التعليم غير الرسمي أو غير النظامي.
أنواع التعليم عن بعد
1-التعليم المحدد: تحدد فيه خطوات إنهاء الطالب للمقرر وفق برنامج زمني محدد، وتخضع الدروس المفروضة على الدارسين في هذا النوع إلى تحديد فترة زمنية.
إقرأ أيضا:سرطان الثدي : موضوع تعبير شامل عن الأعراض والأسباب وطرق الوقاية2-التعليم الغير محدد: تقدم فيه الدروس للطلاب في أوقات غير محددة فيحصل الطالب على دروسه في أي وقت يشاء.
ملامح التعليم عن بعد
1-التوجيه: يجب أن يوجه الطالب دراسيا.
2-المساعدة: مساعدة الطالب في فهم واستيعاب موضوعات الدراسة.
3-التمرين والممارسة: تقديم التمرين والممارسة العملية لموضوع الدرس.
4-الاختبار: يجب اختبار الطالب لمعرفة مدى استيعابه لموضوعات الدراسة.
أدوات التعليم عن بعد
- الكاميرات وأجهزة الميكروفون: لتسجيل المحاضرات وعقد الاجتماعات الافتراضية.
- وسائل التواصل الاجتماعي: مثل فيسبوك، تويتر، وتيليجرام لمشاركة المعلومات والتواصل بين الطلاب والمعلمين.
- أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني (LMS): مثل Moodle وBlackboard لتقديم المحتوى التعليمي.
- منصات التعلم الإلكتروني: مثل Coursera وUdemy وEdX.
- البرامج التفاعلية: لإنشاء الفصول الدراسية الافتراضية مثل Zoom وMicrosoft Teams.
- تطبيقات الهواتف الذكية: التي توفر محتوى تعليمي رقمي وتساعد في تنظيم المهام الدراسية.
- برامج تسجيل الشاشة: لتوثيق المحاضرات وإنشاء دروس مرئية تفاعلية.
- لوحات الكتابة التفاعلية: مثل Google Jamboard لمساعدة المعلمين على تقديم الشروحات بطرق مرئية.
- تطبيقات تدوين الملاحظات: مثل OneNote وEvernote لتسجيل الملاحظات وتنظيمها بسهولة.
- المكتبات الرقمية: التي توفر مصادر تعليمية متنوعة للطلاب والباحثين.
مزايا التعليم عن بعد
1-الملاءمة:
- توفير الظروف الملائمة لكلا طرفي العملية التعليمية، حيث أن الطالب بإمكانه أن يدرس ما يحب، أو ما يلزمه من دراسة، دون تقيد بأنظمة التعليم التقليدية.
2-المرونة:
- أتاح التعليم عن بعد عدة خيارات للمشاركة الفعالية عن طريقة التعاون مع عدد كبير من الدارسين.
- أتاح مرونة في تصميم المقررات، حيث وفق إمكانية الوسيط الناقل للمقرر، ومكان تواجد الدارس للمتغيرات التعليمية المقدمة له في البرنامج الدراسي.
3-التفاعل الرقمي:
- أوضح نظام التعليم عن بعد انه ذات تأثير وفاعلية، وذلك من خلال الحالة التبادلية، حيث هناك حالة اتصال من اتجاهين، وتكون بين طرفي العملية التعليمية أي المعلم والطالب.
4-قلة التكاليف والمقدرة:
- ساعد التعليم عن بعد في قلة التكاليف والمقدرة حيث تكون تكلفته اقل بكثير من التعليم التقليدي، وذلك لان التعليم التقليدي يحتاج إلى صفوف وساحات وملحقات تعليمية ونقل، وما الى ذلك من مستلزمات.
- لا يتطلب السفر أو استخدام البنية التحتية التقليدية مثل المدارس والجامعات.
5-تجاوز مشكلة الزمان والمكان:
- قدم التعليم عن بعد وسائل تقنية متعددة ساعدت على تجاوز مشكلة الزمان والمكان وهذه الوسائل هي النصوص المكتوبة، والتسجيلات المسموعة والمرئية، والبريدي العادي والإلكتروني، والهاتف والحاسوب، وشبكة المعلومات.
6-استخدام التقنيات الحديثة:
- يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم التكنولوجية التي أصبحت ضرورية في سوق العمل.
7-التعلم المستقل:
- يمنح الطلاب فرصة التحكم في وتيرة تعلمهم وتحفيزهم على الاعتماد على أنفسهم.
التاثير الإيجابي والسلبي في حياتنا اليومية
عيوب التعليم عن بعد
1-الشعور بالعزلة
- الإحساس أحيانا بمشاعر الوحدة والعزلة من قبل المتعلم، حيث انه لا يرى في بعض الحالات انه بحاجة إلى حل للعقبات أو الأسئلة التي تطرأ من خلال برامج التعلم.
2-ضعف التواصل الفعال
- غياب التواصل الجيد بين الطلاب والمعلمين، ما يجعل الطلاب لا يحصلون على إجابات مفصلة حول الأسئلة والاستفسارات التي تدور في أذهانهم حول المقررات الدراسية.
3-عدم توافر مناهج متكاملة
- عدم توافر مناهج باللغة العربية التي تكون قادرة على تغطية جميع متطلبات ومفردات التعليم عن بعد، وهذا يتطلب من الجهات التي تقوم بتطبيق هذا النظام، ضرورة توفير المحاضرات المطلوبة وتسجيلها ووضعها في متناول المتعلم.
4-عدم وجود رقابة
- يتطلب نظام التعليم عن بُعد بالضرورة تحقق الرقابة الذاتية من الطلاب على أنفسهم والتزامهم التام بإنجاز المهام والتكليفات الدراسية، وهو ما لا يتحقق في العديد من الطلاب.
5-عدم توافر المصداقية
- حيث لا يضمن الأستاذ إن الطالب الممتحن لا يمارس الغش ولا يضمن إن من يقوم بالامتحان هو نفسه الطالب.
6-اتقان التكنولوجية
- يتطلب نظام التعليم عن بعد بالضرورة إتقان الطالب لاستخدام الوسائل التكنولوجية المستخدمة في عملية التعليم عن بُعد، وفي حالة عدم إتقانه لهذه التكنولوجيا فإنه لن يستفيد بشكل كامل من محتوي المادة الدراسية.
7-قلة المختصين
- نقص كبير في المختصين والخبراء والمدرسين لتطبيق وممارسة هذا النظام بكفاءة عالية، لاسيما في معظم البلدان العربية التي باشرت البعض منها تطبيق هذا النظام التعليمي.
8-تاثير صحي سلبي
- تؤثر الأوقات الكثيرة التي يقضيها المتعلم أمام جهاز الكمبيوتر على الحالة الصحية نتيجة عدم الحركة أو الاستخدام غير الجيد في الجلوس والنظر أيضا.

مستقبل التعليم عن بعد بعد الجائحة
- مع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا، من المتوقع ألا يختفي التعليم عن بعد، بل سيتحول إلى نموذج تعليمي تكاملي يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني.
مستقبل التعليم عن بعد عام 2025
- من المتوقع أن يشهد التعليم عن بعد تطورًا كبيرًا خلال السنوات القادمة، لا سيما في عام 2025. تتجه المؤسسات التعليمية نحو دمج التعليم عن بعد مع التعليم التقليدي في نموذج تعليمي هجين، كما سيتم تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مناهج تفاعلية تلائم احتياجات الطلاب بشكل أكثر دقة.
أبرز التوقعات لمستقبل التعليم عن بعد
- زيادة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط تعلم الطلاب وتوفير تجارب تعليمية مخصصة.
- تحسين الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم تجربة تعليمية تفاعلية أكثر واقع
- تعزيز التعلم التكيفي، حيث يتم ضبط المحتوى التعليمي تلقائيًا وفقًا لمستوى الطالب.
- إتاحة فرص تعليمية أوسع للأشخاص في المناطق النائية والبلدان النامية.
كيف ينظر الخبراء إلى التعليم عن بعد اليوم؟
- يرى الكثير من الخبراء أن التعليم عن بعد يمثل مستقبل التعليم، حيث سيظل خيارًا متاحًا للأفراد غير القادرين على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التقليدية، كما سيسهم في تطوير المهارات الرقمية للطلاب والمعلمين.
الخاتمة
في ختام هذا البحث الذي قدمت فيه معلومات هامة عن نظام التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، هذا النظام الذي يعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تحقق التواصل بين الطلاب والمعلمين، وتسهل من حصول الطلاب على المعلومات والمعارف التي تشملها مواد المقرر الدراسي، وبشكل عام فإن نظام التعليم عن بعد لن يكون البديل بشكل نهائي للتعليم التقليدي، وكي يتم التأقلم في كافة عناصر العملية التعليمية وخاصة المعلمين والطلاب مع هذا النمط التعليمي لعقود طويلة، ولكن كي يتم وجود علاج لفيروس كورونا.
المراجع
- الأنصاري، حسين (2008)، آفاق التعليم عن بعد واستراتيجيته، مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجده، أعمال المؤتمر الدولي: اللغة العربية والتنمية البشرية: الواقع والرهانات، ج2، المغرب.
- البيطار، حمدي محمد محمد (2016)، فاعلية استخدام التعليم عن بعد في تنمية التحصيل الدراسي والاتجاه نحو التعليم عن بعد في مقرر تكنولوجيا التعليم لدي طلاب الدبلوم العامة نظام العام الواحد شعبة التعليم الصناعي، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، العدد 78، مصر.
- الحارثي، إيمان بنت عوضه بن دخيل الله (2012)، دور نظام التعليم عن بُعد في تنمية المرأة السعودية، مجلة بحوث التربية النوعية، العدد 25.
- الحميدي، عبد الرحمن بن سعد (1985) تصورات في التعليم عن بعد خصائص وأهداف التعليم عن بعد، تعليم الجماهير، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -إدارة التربية، س 12، ع 27.