دراسات سابقة

التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة : دراسات سابقة في دولة قطر

التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة

هل تساءلت يومًا كيف تهتم دولة قطر بذوي الاحتياجات الخاصة؟ وكيف تؤثر الدراسات والبحوث على تطوير برامج الدعم لهذه الفئة المهمة؟ تعرف على واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر، مع تسليط الضوء على التوحد، وتحليل الدراسات السابقة، والسياسات الوطنية، والتحديات التي تواجه الدمج والدعم، والتوصيات المستقبلية لتطوير الخدمات.

المقدمة

يشهد موضوع التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر اهتمامًا متزايدًا على المستويات القانونية والاجتماعية والتربوية. يعرض هذا المقال تحليلًا معمقًا لثلاث دراسات سابقة بارزة تناولت هذا الموضوع، كما يتضمن شرحًا للقوانين والسياسات الوطنية التي تدعم هذه الفئة، بالإضافة إلى المنهجيات البحثية المستخدمة. كما نقدم رؤية شاملة تساعد الباحثين والمهتمين على فهم نتائج تلك الدراسات المقدمة مع تقديم توصيات لتحسين دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع القطري.

أهمية ذوي الاحتياجات الخاصة

يمثل الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ضرورة من اجل المحافظة على حقوق الإنسان، وقد قامت كافة دول العالم بالعمل على رعاية فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على كافة المستويات بشكل عام، وبشكل خاص قامت دولة قطر بالاهتمام بهم، وقد نص الدستور القطري عام 2004 على عدم التمييز بين الأفراد وذلك كان في مادة (34، 58)، ونص القانون رقم (2) في نفس العام على رعاية وتمكين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي عام 2008 قامت بتوقيع اتفاقية حماية الأشخاص من ذوي الإعاقة مع الأمم المتحدة، وقد نصت المادة (35) القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وقد قمت من خلال هذا الموضوع بتوضيح الدراسات السابقة عن ذوي الاحتياجات الخاصة  في دولة قطر.

إقرأ أيضا:تطبيق سناب شات: 7 دراسات أجنبية تكشف حقائق جديدة

التوحد في قطر

تتخلص الأهمية في تلك النقاط:

  • أهمية دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر
  • ضمان حقوق الإنسان ومبادئ العدالة والمساواة.
  • نصوص قانونية واضحة تحظر التمييز.
  • التزامات دولية عبر توقيع اتفاقيات أممية.
  • مؤسسات متخصصة في الرعاية والدعم مثل مركز الشفلح.

تتلخص القوانين في تلك النقاط:

  • نص الدستور القطري عام 2004 على عدم التمييز بين الأفراد في مادتي (34، 58).
  • القانون رقم (2) لعام 2004 الخاص برعاية وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • توقيع قطر اتفاقية حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع الأمم المتحدة عام 2008.
  • المادة (35) من الاتفاقية التي تركز على القضاء على جميع أشكال التمييز.

التوحد في قطر

يُعد اضطراب طيف التوحد (ASD) من أكثر الإعاقات النمائية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة الطفل والأسرة. ويزداد الاهتمام به في دولة قطر، خاصة مع تطور الوعي المجتمعي والتربوي حوله. لكن ما زالت هناك فجوة بين التشخيص المبكر، وبرامج التدخل، ودمج المصابين ضمن البيئة المجتمعية.

التوحد في دراسات ذوي الاحتياجات الخاصة بقطر

  1. ارتفاع معدلات التوحد عالميًا ومحليًا: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك طفل واحد من بين كل 100 طفل يُشخّص بالتوحد. وفي قطر، تُشير مراكز الرعاية إلى زيادة في حالات التشخيص، مما يتطلب تعزيز البرامج المتخصصة.
  2. ضرورة التشخيص المبكر: الكشف المبكر يعني نتائج أفضل. من الضروري أن تتبنى الدولة برامج فحص دورية للأطفال في رياض الأطفال والمدارس الحكومية.
  3. الوعي المجتمعي لا يزال محدودًا: رغم وجود حملات توعية، إلا أن كثيرًا من الأسر لا تفرق بين التوحد والإعاقات الذهنية أو السلوكية الأخرى، ما يؤخر طلب المساعدة.
  4. قلة الأخصائيين المؤهلين: تواجه الأسر تحديًا في الوصول إلى أخصائيين مدربين في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) والتدخل المبكر.
  5. مراكز الدعم غير كافية أو باهظة التكاليف: عدد المراكز المتخصصة في التوحد محدود نسبيًا، وبعضها يتطلب كلفة باهظة لا تناسب كل الأسر.
  6. دمج أطفال التوحد في المدارس العامة يواجه تحديات: رغم أن القانون القطري يُلزم بقبول الطلبة ذوي الإعاقة، فإن العديد من المدارس تفتقر إلى الكوادر المؤهلة والتقنيات الداعمة.
  7. غياب برامج تدريب موجهة للمعلمين: يحتاج المعلمون في المدارس العادية إلى دورات تدريبية متخصصة في التعامل مع التوحد، بما في ذلك تعديل السلوك وبناء المهارات الاجتماعية.
  8. قلة المحتوى الإعلامي والمجتمعي الموجه للأطفال المصابين بالتوحد: برامج التلفزيون، التطبيقات، والأنشطة الترفيهية نادرًا ما تراعي احتياجات هذه الفئة.
  9. نقص الكوادر المؤهلة: أغلب المعلمين والمشرفين في مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقرون إلى التدريب المتخصص في التعامل مع حالات التوحد وغيرها من الإعاقات.

التوحد وأسبابه وأعراضه وعلاجه المبكر

ذوي الاحتياجات الخاصة

إقرأ أيضا:شبكات التواصل الاجتماعي : 5 دراسات سابقة على سلوكيات الشباب

الدراسات السابقة التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة

1-دراسة: الفرح، عدنان. (2001)

  • عنوان الدراسة: ((الاختراق النفسي لدى العاملين مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر))
  • هدفت الدراسة: إلى الكشف عن مستوى الاحتراق النفسي لدى العاملين مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات والمراكز ذات العلاقة في قطر.
  • نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى أن المتخصصين في علاج وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة هم أكثر اختراقا من فئتي المعلمين والمتخصصين في مجال التربية وهم أكثر احساساً بالإجهاد الانفعالي ونقص الشعور بالإنجاز.

2-دراسة: الكواري، لولوه شاهين. (2007)

  • عنوان الدراسة: ((أثر برنامج تدريبي قائم على طريقة هيجاشي المستندة على الرياضة والفن في تنمية المهارات التواصلية والاجتماعية لدى الأطفال التوحديين في قطر))
  • هدفت الدراسة: إلى التعرف على أثر برنامج تدريبي قائم على طريقة هيجاشي المرتكزة على الرياضة والفن في تنمية المهارات التواصلية والاجتماعية لدى أطفال التوحد في قطر بالتطبيق على مركز الشفلح.
  • نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى وجود فروق بين القياس والقبلي في المهارات التواصلية لدى الأطفال، وذلك لصالح القياس البعدي حيث حدث تحسناً في مهارات التواصل لدى الطلبة نتيجة تعرضهم للبرنامج المعالج.

3-دراسة: جالدبيرج، كارين وآخرون. ( 2017).

  • عنوان الدراسة: ((تلبية احتياجات الطلاب ذوي حالات التوحد في قطر نحو مستقبل أفضل))
  • هدفت الدراسة: إلى معرفة مدى تحقيق قطر لرؤيتها المتعلقة بالدمج التعليمي.
  • نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى ضرورة إنشاء لجنة مشتركة بين الوزارات للإشراف على تطوير التدابير والسياسات، وتوفير التمويل اللازم لتأسيس شبكة عمل تعاونية لتطوير وتنفيذ التوصيات المتعلقة بالمعرفة والتوعية، بالإضافة إلى التنمية الشخصية والمهنية وما يتطلب أن يكون لدى الأفراد ذوي حالات التوحد والأسر.

المنهج المستخدم في الدراسات السابقة

استخدم المنهج الوصفي في الثلاث دراسات السابقة، حيث يقوم هذا المنهج على كسف كافة الظواهر بشكل دقيق وأكثر واقعية، وقد اعتمد هذا المنهج على التحليلات الكمية، ويعتبر المنهج الوصفي واحد من أهم المناهج التي تكون مناسبة لتوضيح المشكلات الاجتماعية والإنسانية.

إقرأ أيضا:دراسات سابقة على مرض الخرف : 6 دراسات عربية وأجنبية

التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة

نتائج الدراسات السابقة

  1. ضغوط مهنية مرتفعة: يعاني العاملون في مجال التربية الخاصة من الاحتراق النفسي نتيجة الضغط المستمر، وغياب الدعم الإداري والنفسي.
  2. ضعف الدمج التعليمي: لا تزال برامج الدمج لذوي التوحد محدودة وغير مفعّلة بالشكل المطلوب في المدارس الحكومية والخاصة.
  3. فعالية بعض البرامج العلاجية: أظهرت بعض البرامج مثل “هيجاشي” نتائج إيجابية في تنمية مهارات أطفال التوحد، مما يثبت فاعلية الأساليب التربوية الحديثة.
  4. ضعف التنسيق بين الجهات: توجد فجوة بين المدارس، والمراكز العلاجية، وأولياء الأمور، ما يؤدي إلى تكرار الجهود أو ضعفها.
  5. خدمات غير كافية: يعاني الأهالي من نقص في عدد المراكز المتخصصة، وارتفاع تكلفة الجلسات، وبعد المسافة الجغرافية عن أماكن السكن.
  6. ضعف الوعي المجتمعي: لا يزال هناك نقص في وعي المجتمع حول التوحد، مما يُسبب عزلة اجتماعية للأطفال ويحد من فرص دمجهم.

توصيات لدولة قطر بناء على نتائج الدراسات

  1. تطوير برامج تدريب الكوادر التعليمية: إعداد دورات معتمدة وشاملة للمعلمين والأخصائيين حول التعامل مع التوحد، وتدريب المعلمين على استراتيجيات الدمج داخل الصفوف الدراسية.
  2. توسيع مراكز الدعم والعلاج: إنشاء مراكز جديدة في جميع مناطق الدولة، وخاصة خارج الدوحة، وإدخال خدمات علاج التوحد ضمن التأمين الصحي الحكومي أو شبه المجاني.
  3. تعزيز برامج الدمج المدرسي: إصدار قانون وطني يُلزم المؤسسات التعليمية بتطبيق الدمج التدريجي، وتهيئة المدارس بيئيًا وتربويًا لاستقبال طلاب التوحد.
  4. إطلاق حملات توعية وطنية: نشر الوعي من خلال الإعلام والمدارس والمساجد حول خصائص التوحد وكيفية التعامل مع المصابين به، وتشجيع إشراك الأطفال في الأنشطة المجتمعية.
  5. توفير دعم نفسي للعاملين والأهالي: إنشاء وحدات للدعم النفسي للعاملين في مراكز التربية الخاصة، وتوفير إرشاد أسري منتظم لأولياء الأمور لمساعدتهم على التعامل مع التحديات اليومية.
  6. اعتماد البرامج العلاجية الناجحة: تعميم البرامج المثبتة فعّاليتها مثل “هيجاشي” و”ABA” ضمن الخطة الوطنية للتوحد.
  7. تعزيز التنسيق بين الجهات: تأسيس هيئة وطنية أو مجلس أعلى لذوي الاحتياجات الخاصة لتوحيد الجهود ومتابعة التنفيذ.

دراسات سابقة في دولة قطر

أسئلة الشائعة

س: ما هي أبرز القوانين في قطر التي تحمي حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة؟

ج: أبرز القوانين هي الدستور القطري لعام 2004 والقانون رقم 2 الخاص برعاية وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوقهم 2008.

س: هل هناك برامج تدريبية لتحسين مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر؟

ج: نعم، مثل برنامج هيجاشي الذي دمج بين الرياضة والفن لتحسين مهارات التواصل والاجتماع لدى أطفال التوحد.

س: ما أهمية المنهج الوصفي في الدراسات الاجتماعية؟

ج: المنهج الوصفي يساعد على تحليل الظواهر الاجتماعية بدقة وواقعية، ويستخدم لتحليل المشكلات الإنسانية.

س: كيف تؤثر الدراسات السابقة على تحسين خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة؟

ج: توفر الدراسات السابقة فهمًا معمقًا للاحتياجات والتحديات، مما يساعد في تصميم برامج تدريبية وسياسات داعمة وفعالة.

س: ما التحديات التي تواجه دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر؟

ج: أبرزها نقص الدعم النفسي للعاملين، الحاجة لتنسيق وزاري، وتمويل مستدام للبرامج.

س: ما الجهة الرئيسية المسؤولة عن دعم ذوي الاحتياجات في قطر؟

ج: وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، إلى جانب مؤسسات مثل مركز الشفلح ومؤسسة قطر.

س: هل توجد دراسة حول دمج الأطفال التوحديين في مدارس قطر؟

ج: نعم، دراسة لولوة الكواري استخدمت طريقة هيجاشي وأثبتت فعاليتها في تحسين المهارات.

س: ما الفرق بين الدعم في قطر ودول عربية أخرى؟

ج: قطر أكثر تقدمًا في البنية التحتية والتشريعات، لكنها بحاجة لتعزيز الدعم النفسي والمهني للعاملين.

س: هل توجد توصيات لتطوير السياسات؟

ج: نعم، من أبرزها: تشكيل لجنة وزارية موحدة، وتحديث البرامج التدريبية، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية.

الخاتمة

تبرز الدراسات السابقة الدور الحيوي الذي تلعبه دولة قطر في تعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين جودة حياتهم من خلال برامج متخصصة وسياسات واضحة. ومع ذلك، يبقى الطريق طويلًا لتحقيق دمج شامل ومستدام يتطلب تعاونًا بين الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني. إن استثمار المعرفة والبحوث في هذا المجال هو مفتاح النجاح نحو مستقبل أفضل لهذه الفئة الغالية.

المراجع

1-الفرح، عدنان. (2001). الاختراق النفسي لدى العاملين مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر، دراسات-العلوم التربوية، المجلد(28)، العدد(2)، ص 247-271.

2-الكواري، لولوه شاهين. (2007). أثر برنامج تدريبي قائم على طريقة هيجاشي المستندة على الرياضة والفن في تنمية المهارات التواصلية والاجتماعية لدى الأطفال التوحديين في قطر، رسالة ماجستير، جامعة عمان العربية، الأردن.

3-جالدبيرج، كارين وآخرون. ( 2017). ” تلبية احتياجات الطلاب ذوي حالات التوحد في قطر نحو مستقبل أفضل” مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، مؤسسة قطر، الدوحة.

هل تعتقد أن المدارس العامة في قطر مهيأة لدمج أطفال التوحد؟

ما رأيك في تقديم برامج تدريبية لأولياء الأمور لمساعدتهم في التعامل مع أطفالهم؟

شاركنا رأيك في التعليقات!

السابق
الذكاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي , 6 دراسات عربية وأجنبية
التالي
أثر الإلكترونيات على الأطفال : دراسات سابقة

اترك تعليقاً