موضوع تعبير

الثقافة : مفهومها وأهميتها وتطورها عبر الزمن

الثقافة

الثقافة هي الأساس الذي يُبنى عليه كل مجتمع، وهي الرابط الذي يجمع بين أفراد الأمة، ويُعبر عن تطور وازدهار الحضارات. هل تساءلت يومًا كيف تؤثر الهوية الثقافية في حياتنا اليومية؟ من العادات والتقاليد إلى اللغة والأعراف، فهي التي تحدد هويتنا وتُميزنا عن غيرنا.

المقدمة

في هذا المقال، نستعرض تعريف الثقافة، أنواعها المختلفة، وكيفية تأثيرها على المجتمع، فمن خلال تطورها، تتشكل المجتمعات وتستمر في النمو، وهذا بدوره يعزز التفاعل الاجتماعي ويخلق بيئة خصبة للابتكار والإبداع. لكن ماذا تعني الثقافة فعلاً؟ وكيف يمكن أن تكون عاملًا حيويًا في تشكيل الشخصية الجماعية للأمة؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

تعريف الثقافة

ما هي الثقافة؟

هي عبارة عن مجموع ما يمتلكه الناس من المعارف الشخصية المختلفة حسب طبائع كل منهم وتعليمهم وخبراتهم الحياتية، كما أنها عبارة عن حصيلة المعارف الإنسانية المتعددة للفرد والتي ساهمت في التأثير بشكل مباشر على طباعه الشخصية، وكذلك عاداته، وحياته اليومية.

الثقافة

  • في اللغة: هي مصدر الفعل ثقف، وهي العلوم والمعارف التي يدرِكها الفرد، ومجموع ما توصلت إليه أمة أو بلد في مختلف الحقول من أدب وفكر وعلم وفن وصناعة بهدف استنارة الذهن.
  • في اصطلاحا: هي الرقي في الأفكار النظرية، ويشمل ذلك الرقي في القانون والفنون والسياسة والتاريخ والأخلاق والسلوك.
  • في الإسلام: هي علم كليات الإسلام في نظم الحياة كلها بترابطها.
  • عند الفلاسفة: هي تهذيب وصقل النفس البشرية، وهي مجموعة من السلوكيات التي يتم اتباعها لتقويم سلوك الأفراد والمجتمعات، وذلك عن طريق العقائد والثقافات المختلفة التي تهدف إلى تقويم وضبط السلوك.

مفهوم الثقافة

إقرأ أيضا:بحث عن بر الوالدين , معلومات هامة عن بر الوالدين في الحياة وبعد الممات

أهمية الثقافة

تلعب الهوية الثقافية دورًا محوريًا في بناء المجتمعات، حيث تساهم في تحقيق الوحدة والتماسك بين الأفراد. فهي ليست مجرد مجموعة من العادات والتقاليد، بل هي عنصر أساسي في تشكيل الهوية القومية والتراث الذي يميز كل مجتمع عن غيره.

أهمية الثقافة في المجتمع

  • إنجاز وحدة متكاملة ومتجانسة بين أفراد المجتمع.
  • إيجاد التقاطعات والميول والاهتمامات المشتركة بين أفراد المجتمع.
  • تشكيل الطابع القومي والتراث الذي يميز أبناء المجتمع عن غيرهم من المجتمعات.
  • تمكين الكيان الاجتماعي ودعم تماسكه.

أنواع الثقافة

  • الثقافة الإنسانية

هي التي يتفرد بها الإنسان، فهو المخلوق الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي بمقدوره ابتكار أفكار وأعمال جديدة، كونه المخلوق الوحيد الذي يملك جهازا عصبيا قادرا على أداء مثل هذه المهام.

  • الثقافة المكتسبة

يكتسب الفرد ثقافته منذ نعومة أظفاره، وخلال مسيرة حياته من مجتمعه المحدد بمكان وزمان محددين، عن طريق الخبرات الشخصية المكتسبة فيه، إذ ينعدم تأثير العوامل الفيزيولوجية على عملية اكتساب الفرد لثقافته.

إقرأ أيضا:سرطان الثدي : موضوع تعبير شامل عن الأعراض والأسباب وطرق الوقاية
  • الثقافة الاجتماعية

لا تتم دراسة الهوية الثقافية إلا من خلال المجتمعات (الجماعات)، فهي نِتاج اجتماعي خلقته جماعة معينة تقوم بتمثيل عدة عادات وتقاليد مجتمعية وقيمية.

  • الثقافة التطورية

إن الثقافات ليست محكومة بالثبات والجمود، بل هي متطورة مع تطور المجتمع ورقيه، فيحدث التطور في كل من جوهر الهوية الثقافية، وفي الطريقة العملية لممارسة تصرفات الأفراد داخل المجتمع المتطور، كما أن هذا التطور لا يعني انعزال وانفصال كل مرحلة عن مراحل أخرى بل يدل على تكامل الثقافة، مما يشبِع حاجات الفرد النفسية، والبيولوجية، والفكرية، والاجتماعية، والروحية للفرد.

  • الثقافة الاستمرارية

هي نتاج مجتمعي وملك وراثي لأفراد المجتمع كافة وليس لفرد واحد، فإنها لا تموت بموت الفرد الواحد، ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال القضاء على الجماعة التي أنتجت واتبعت ومارست هذه الثقافة، وبما أنها إرث مجتمعي جماعي، فهي قادرة على الانتقال من جيل الأجداد إلى الأبناء من خلال عمليات التثقيف والتنشئة والتربية والإعداد الثقافي والمجتمعي لهم، كما أنها قادرة على الانتقال من جماعة لأخرى عن طريق وسائل الاتصال المتنوعة والمختلفة.

إقرأ أيضا:كورونا دلتا بلس : كل ما يجب معرفته عن متحور كورونا الجديد

معلومات مهمة عن الذكاء الانفعالي وأهميته في حياتنا

اهمية الثقافة

مكونات الثقافة

  1. العادات والتقاليد: وهي الأسلوب المتبع لدى أي أمة أو شعب في الحياة الاجتماعية وقوانينها.
  2. اللغة: وهي مجموعة الحروف والرموز التي يتمكن أفراد المجتمع من خلالها من التواصل فيما بينهم، وتنقل كل ما يتعلق بهم لمن بعدهم.
  3. القانون: وهي مجموعة الأحكام التي تضبط المجتمع وتحميه من الداخل والخارج.
  4. الأعراف: هي مجموعة الأحكام والضوابط التي تعارف عليها مجتمع ما، فأصبحت بمثابة القانون يلتزمون بها التزاما كامل، بحيث تكون هذه الأعراف عونا للقانون في منع الجريمة والانحراف والمساعدة على نشر الفضيلة والخير.

مظاهر الثقافة

  1. المظاهر الرمزية: تشمل العلوم مثل الرياضيات والموسيقى، التي تعتبر رموزًا ثقافية في المجتمع.
  2. المظاهر المعنوية: تتعلق بالعادات والدين، وهي الجوانب التي يتم إدراكها بالفكر والعقل.
  3. المظاهر النفسية: تتعلق بالتوجهات العاطفية مثل الحب والكراهية، التي تظهر في تفاعل الأفراد.
  4. المظاهر الاجتماعية: تشكل هذه المظاهر العلاقات المتبادلة بين أفراد المجتمع.
  5. المظاهر المادية: هي الأشياء التي يمكننا إدراكها باستخدام حواسنا، مثل الأدوات والآلات التي تُستخدم في المجتمع.

فوائد الثقافة

  • تعزيز قدرة الفرد على التعلم: تساهم بشكل أساسي في تحصيل الفرد للعلوم المختلفة، والسبب في ذلك يعود إلى أن الإنسان المثقف يمتلك القدرة على استيعاب كل ما هو جديد في عالم الأفكار والعلوم، مما يجعله قادرا على مواكبة الحياة بشكل أكبر من الشخص المحدود الثقافة أو المتخصص في مجال معين أكثر من الشخص ذي الثقافة المحدودة.
  • تنمية الفهم والتواصل: أدوات تحصيل التعليم، حيث إن له دورا أساسيا في تدريب الإنسان على القراءة والكتابة، مما يساعد الإنسان على الاطلاع بشكل واسع على العلوم والمعارف، وبالتالي تحديد الرؤى الشخصية والنمط الحياتي والثقافي للفرد.
  • تعزيز الانفتاح على العالم: اللغات المتعددة، حيث تعتبر من العوامل المساعدة على زيادة اطلاع الإنسان على العلوم والمعارف المختلفة وكذلك الشعوب مما يزيد انفتاح الفرد.
  • تقديم الوسائل التكنولوجية الحديثة: تعمل على تقديم كافة الوسائل الحديثة بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أتاحت لجميع الناس اكتساب المعارف والخبرات المختلفة دون الحاجة إلى السفر والانتقال من مكان لآخر.
  • الوعي والثقافة: هما اللذان ينشران من خلال الحكومات والدول من خلال المؤسسات التوعوية وعمل الدورات المختلفة التي تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع.

مكونات الثقافة

خصائص الثقافة

  • تعتبر من المكتسبات الإنسانية، والتي يحصل عليها الأفراد من البيئة الفكرية التي يوجدون بها.
  • يحصل الأفراد عليها باعتبارهم جزءا من المجتمع، فالحياة الاجتماعية لا تنجح في تطبيق أسسها من غير وجود علاقات متبادلة، وتواصل متفاهم تتميز بتعزيزِ المشاركة بين الأفراد والمجتمع.
  • تشمل مجموعة من الوحدات التي تساهم في ربط صفاتها معا، وتكون هذه الصفات معروفة بين الناس
  • الثقافة والحضارة الإنسانية ارتبطوا بالحضارة الإنسانية ارتباطا وثيقا يظهر في العديد من جوانب الحياة.
  • حافظت على كافة أجزاء المجتمع المكوِن للحضارة، إذ لم تقم بتغيير الهيكلية العامة للفكر الإنساني، بل ساهمت في تطويرها ونموها بطريقةٍ مستمرة.
  • حرصت على أن تكون شاملة، بمعنى أنها لم تغِل أي جانب من جوانب الحضارة الإنسانية، بل أثرت فيها جميعا بطرق ووسائل متعددة.

التغيرات المؤثرة على الثقافة

  • الاتصال بالثقافات الأخرى

هو الذي ينتج عن أي ارتباط بين المجتمعات مختلفة الثقافة، إذ تأخذ كل ثقافة من صفات وعادات الثقافة الأخرى، وخاصة إذا كانت الصفة الجديدة التي تم اكتشافها مفيدة، وقادرة على الانتشار بين الأفراد بطريقة مناسبة.

  • الاختراع

هو صنع وابتداع وسيلة جديدة تساهم في ظهورِ تغير في الاختراعات الثقافية الإنسانية، مثال ذلك اختراع الطائرات، والسيارات، والسفن، وأجهزة الحاسوب، وغيرها من الاختراعات الأخرى.

  • التطور الثقافي

هو التغير في المجتمع الذي يؤدي إلى ظهورِ مجموعة من العادات الثقافية الجديدة، مثل: ابتكار أنواع وجبات طعام لم تكن معروفة في السابق.

  • مصادر الثقافة

هي المصدر الأول والأساسي لان هذا المصدر عموما في كافة شعوب العالم اعتمدت على لغتها اعتمادا مباشرا في نقل ثقافتها إلى الشعوب الأخرى.

  • الفكر الإنساني

هو كافة المعارف التي أدت إلى تشكيل الثقافة الإنسانية، والتي ساهمت في تميز الشعوب عن بعضها بعضا، لأنها حرصت على بناء فكر ثقافي خاص بكل شعب من شعوب العالم.

الثقافة في حصرنا الحالي

علاقة الثقافة بالتربية

  • تشكل التربية أحد مكونات العملية الاجتماعية الثقافية والمتمثلة في نقل مختلف أنواع التفكير، والنشاط، والمشاعر التي تتسم بها جماعة ما من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، لجعلهم يكتسبون الصفات الاجتماعية التي يحملونها عن طريق التريبة، وبالتالي فهي عملية تطبع اجتماعي.
  • توصف عملية تشكيل الهوية الثقافية من خلال التربية على الالتزام، إذ إن عدم الالتزام بنقل من جيل إلى آخر عن طريق التربية يؤدي إلى القضاء على هلاك المجتمع
  • طبيعة حياة الإنسان المؤقتة والمحدودة بعمر وزمن معين تجعل من توارث الأدوار بين الآباء والأبناء أمرا ضروريا، ولنقلها والحفاظ على استمرارية المجتمع، إذ إن عملية النقل هي عملية تتصف بالإيجابية، وتتطلب تبسيط لعناصر الهوية الثقافية والاختيار بينها، بالإضافة إلى تجديدها.
  • توفر التربية القدر الكافي من الاتساق والانسجام بين أفراد المجتمع، فهو الأمر الضروري لتشكيل أفكار ووسائل مجتمعية، وقيم، ومعتقدات، وأنشطة سلوكية، واتجاهات مشتركة بين أفراد المجتمع، والتي بدورها تشكل ثقافة ما من خلال الأسرة والجماعات والمدارس ودور العبادة ووسائل الاتصال المختلفة.
  • إن للتربية دور هام في إحداث اتزان وانسجام بين عناصر المحيط المجتمعي مع بعضها البعض، وعليه تساهم في إزالة الفروق بين طبقات المجتمع المختلفة، أو تساهم في بناء نظام طبقي بمحددات وقوانين صارمة له، بالإضافة إلى مساهمتها في عمليات تعدد السلوكيات والأفكار للأفراد، والذي بدوره يؤدي إلى التغير والتنويع الثقافي والاجتماعي.
  • تعد التربية أداة لتحقيق التماسك الاجتماعي والمحافظة على استمرارية المجتمع، كونها وسيلة لنقل الهوية الثقافية بين الأجيال، كما أن للتربية أهمية في تزويد الفرد بالمهارات والمعلومات وسبل التفاعل الإيجابي والتأقلم السوي مع أفراد المجتمع الضرورية للقيام بمهام إنتاجه في المجتمع.
  • تختلف التريبة باختلاف المجتمع وثقافته، وأيدولوجيته، ونظامه السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي.

تطوير مفهوم الثقافة في العصر الحديث

  1. الثقافة الرقمية

  • في العصر الحديث، أصبح مصطلح الثقافة يتضمن الثقافة الرقمية، وهي مجموعة المعارف والممارسات التي ترتبط بالتكنولوجيا الحديثة والإنترنت. الثقافة الرقمية تمثل الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع العالم الرقمي، مثل استخدام الشبكات الاجتماعية، الألعاب الإلكترونية، والتعلم الإلكتروني. حيث أن التكنولوجيا والإنترنت أصبحا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، مما أتاح لهم فرصًا جديدة لاكتساب الهوية الثقافية، ولكن مع ذلك، فإنه يطرح تحديات كبيرة حول كيفية الحفاظ على الهوية الثقافية الأصلية في ظل الانفتاح على الثقافات الأخرى.
  1. التبادل الثقافي العولمي

  • مع تطور وسائل الاتصال والسفر، أصبحت الثقافات تتبادل بشكل أسرع وأوسع. وبالرغم من أن هذا التبادل يعزز من الفهم والتسامح بين الثقافات المختلفة، إلا أن هناك قلقًا من تأثير العولمة على الهوية الثقافية المحلية. فالكثير من الثقافات قد تفقد عناصرها الأصلية بسبب هيمنة ثقافات أخرى، مما يهدد التنوع الثقافي.
  1. الثقافة والشباب

  • أدى تطور ثقافة الشباب إلى تحول في بعض المفاهيم الثقافية التقليدية. في الوقت الذي يبذل فيه الشباب في مختلف أنحاء العالم جهودًا لاستكشاف أفكار جديدة وتطوير أساليب جديدة للتعبير عن أنفسهم، يواجهون تحديات في دمج هذه الرغبات مع القيم الثقافية التقليدية لمجتمعاتهم. أصبحت الموسيقى، الموضة، والفنون التفاعلية جزءًا أساسيًا من ثقافة الشباب، مما أدى إلى ظهور أساليب جديدة في التعبير الفني والثقافي.
  1. الثقافة المستدامة

  • هي مفهوم حديث يركز على التفاعل بين الهوية الثقافية والبيئة. يهدف إلى تعزيز الوعي بالبيئة من خلال الفنون والممارسات الثقافية التي تدعم الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. على سبيل المثال، بعض المبادرات الثقافية الآن تركز على الحفاظ على التراث الثقافي التقليدي من خلال دمجه في الحياة المعاصرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

التحديات التي تواجه الثقافة في العصر الحديث

  1. العولمة وتأثيرها على التنوع الثقافي

  • تعد العولمة من أبرز التحديات التي تواجه الهوية الثقافية في العصر الحديث. العولمة تؤدي إلى تقارب الثقافات في ظل الاقتصاد والتجارة الدولية، لكن هذا التقارب قد يؤدي إلى “طغيان” ثقافة واحدة على الثقافات الأخرى، مثل الثقافة الغربية في كثير من الدول النامية. هذا قد يهدد التنوع الثقافي المحلي ويؤدي إلى تآكل بعض القيم الثقافية الأصيلة.
  1. التكنولوجيا وتأثيرها على التفاعلات الثقافية

  • أدت التقنيات الحديثة إلى تطور أساليب التواصل، مما ساهم في تسهيل تبادل الأفكار والمعلومات بين الثقافات المختلفة. لكن من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي هذه التقنية إلى الانعزال الثقافي أو توحيد الأفكار. على سبيل المثال، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية تعرض جوانب ثقافية محدودة، قد تؤدي إلى غياب الهوية الثقافية المحلية في الفضاء الرقمي وتقديم صورة مشوهة للثقافة الأصلية.
  1. الهويات الثقافية المتعددة والصراعات

  • تواجه المجتمعات الحديثة تحديات في التعايش مع هويات ثقافية متعددة. في ظل الهجرة المستمرة والتداخل الثقافي، تتعدد الهويات الثقافية داخل المجتمعات الواحدة. هذا يؤدي إلى صراعات بين الأجيال المختلفة في تقبل الثقافات الجديدة ودمجها مع الهويات الثقافية الأصلية. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي هذه الصراعات إلى الانعزالية الثقافية أو فقدان الهوية الثقافية الأصلية.
  1. الثقافة التجارية والربحية

  • في العصر الحديث، يُنظر إلى الهوية الثقافية كسلعة تجارية. أصبحت الكثير من الفنون والمحتوى الثقافي محط اهتمام شركات كبرى تسعى للاستفادة منه مادياً. على الرغم من أن ذلك قد يساهم في نشر الثقافة على نطاق واسع، إلا أن الربحية قد تؤدي إلى تسليع الثقافة، مما يعني أن الثقافة قد تصبح منتجًا تجاريًا أكثر من كونها تعبيرًا حقيقيًا عن الهوية. هذا يمكن أن يضر بجوهر بعض الممارسات الثقافية التي كانت تعتبر ذات قيمة غير مادية.
  1. تهديدات الثقافة التقليدية

  • في كثير من المجتمعات، يواجه التراث الثقافي التقليدي تهديدًا من التحديث. هذا يشمل العادات والتقاليد التي كانت تمثل جزءًا من الهوية الثقافية، لكنها أصبحت مهددة بسبب التحضر والانتقال إلى أسلوب حياة أكثر عصرية. بعض الممارسات الثقافية القديمة قد تصبح غير عملية أو غير مرغوب فيها بين الأجيال الجديدة، مما يؤدي إلى فقدان جزء من التراث الثقافي.
  1. التعليم وتأثيره على الثقافة

  • نظام التعليم في بعض الأحيان قد يُعزز من الثقافة الغربية أو الثقافة العالمية على حساب التعليم الثقافي المحلي. هذا يخلق فجوة بين الأجيال الجديدة وموروثاتها الثقافية الأصلية، ويهدد استمرارية الثقافة التقليدية.

خاتمة

الثقافة هي أحد أركان الحضارة، إذ تشكل الركن المعنوي فيها، وتشمل كافة الجوانب غير المادية والمتمثلة بالعقيدة، والقيم، والأفكار، والعادات والتقاليد، والأعراف، والأخلاق، والأذواق، واللغة وغيرها من الجوانب الأخرى التي تختص بها أمة معينة عن غيرها مِن الأمم، وتظل الثقافة على الدوام تمد شخصية كل أمة بما يميزها، ويمنحها في الوقت نفسه القوة والبقاء والاستمرارية.

السابق
التعليم عن بعد وهجر الفصول الدراسية : تأثير جائحة كورونا على مستقبل التعليم
التالي
الذكاء الانفعالي والتحصيل الدراسي: 6 دراسات نفسية تكشف الفرق بين المتفوقين والعاديين

اترك تعليقاً