هل تساءلت يومًا كيف كانت تُدار المستشفيات في العصور الإسلامية؟ أو كيف توصّل علماء المسلمين إلى ابتكارات طبية سبقت زمانهم؟ في هذا البحث، سنأخذك في جولة عبر تاريخ حافل بالإنجازات الطبية التي أسسها علماء مسلمين عظماء، استطاعوا عبر قرون أن يضعوا بصمتهم على الطب الحديث.
المقدمة
لا يمكن الحديث عن تطور الطب في العالم دون الوقوف على الإسهامات العظيمة التي قدمها علماء المسلمين. فقد كانوا من أوائل من أسسوا لعلم الطب كمنهج علمي يعتمد على الملاحظة، والتجريب، والتوثيق. ففي الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة في ظلام الجهل والمرض، كانت المستشفيات الإسلامية تفتح أبوابها وتعج بالمؤلفات الطبية، والجراحين، والصيادلة، والدارسين. في هذا البحث نسلط الضوء على أهم علماء المسلمين في الطب، ونستعرض إنجازاتهم وتأثيرهم العميق في تطوير علم الطب منذ العصور الإسلامية الذهبية وحتى اليوم.
تعريف الطب
الطب هو من اهم العلوم العقلية التي تناولها الإنسان، لأنها دخلت في الاهتمام بصحة الإنسان والاعتناء به، فالطب يعتبر فرع من فروع الطبيعيات لأنه يخص عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك المرض.
الطب قبل الإسلام
أن بدايات الطب ظهر منذ وجد الإنسان على ظهر الأرض وهو يهتدي بالهام ربه إلى أنواع من التطبيب تتفق مع مستواه العقلي وتطوره الإنساني، وكان ذلك النوع يعرف بالطب البدائي انسجاما مع المستوى الحضاري للإنسان.
إقرأ أيضا:السلسلة الغذائية في اليابس والماء : شرح مبسط لعناصرها وتأثير البشر عليهاالطب بعد ظهور الإسلام
يعد علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي كان المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار عصور حضارتهم الزاهرة، وكانت تلك الإسهامات على نحو غير مسبوق شمولا وتميزا وتصحيحا للمسار، ولم يقتصر إسهام الحضارة الإسلامية في مجال العلوم الطبية على اكتشاف الأمراض المختلفة، ووصف الأدوية المناسبة لعلاج هذه الأمراض.
بل اتسع وامتد إسهام المسلمين في الحضارة الطبية حتى بلغ مرحلة التأسيس لمنهج تجريبي دقيق يتفوق ويسمو على مناهج المدارس الطبية التقليدية التي كانت سائدة قبل الإسلام، كالصينية والهندية والبابلية والمصرية واليونانية والرومانية بل والمدرسة العربية قبل الإسلام، فعلى الرغم مما وصلت إليه هذه الحضارات القديمة من مقدرة فائقة على اكتشاف الأمراض وبعض علاجاتها.
فإن سيطرة كهنة المعابد والأديرة في هذه الحضارات القديمة على مهنة الطب قد أدخلت فيها كثيرًا من الخرافات والأوهام المتعلقة باعتقاد سيطرة بعض الأرواح الشريرة على جسد الإنسان مما يسبب له معاناة المرض والوجع، ومن ثم فقد مزجوا بين العلاج بالمفردات الطبية والطلاسم والتعاويذ السحرية.
ملامح تطور الطب في الحضارة الإسلامية
لم يبدأ الطب الإسلامي من فراغ، بل انبثق من تفاعل حضاري بين ما ورثه المسلمون من طب الإغريق، والفرس، والهنود، وبين مبادئ الدين الإسلامي التي تدعو إلى حفظ النفس ومعالجة المرض. وكان للقرآن الكريم والسنّة النبوية دور كبير في تشجيع البحث العلمي، وتقدير العلماء، واعتبار الطب علمًا ضروريًا لحياة الإنسان.
إقرأ أيضا:مقدمة موضوع تعبير , 7 مقدمات تعبير مع نصائح للكتابة في الامتحانبرز الطب الإسلامي في عدة مظاهر:
- ترجمة الكتب الطبية القديمة: من خلال بيت الحكمة في بغداد، تُرجمت مؤلفات أبقراط وجالينوس إلى العربية.
- تأليف موسوعات طبية جديدة جمعت بين التجربة والملاحظة والفكر النقدي.
- إنشاء المستشفيات (البيمارستانات) المتطورة تنظيميًا وعلاجيًا.
- فصل الصيدلة عن الطب، واعتبارها علمًا مستقلًا له قواعده.
دور علماء المسلمين في الطب
يعد الطب عند المسلمين من اهم الإنجازات العربية الإسلامية، ذلك لان العرب المسلمين لم يكتفوا بما توصلوا به غيرهم وبما كان لديهم، وإنما قاموا بالدراسة والتجريب والتأليف، فانتهي بهم المطاف إلى تخليد متأثر وابتكارات مهمة في هذا الحقل، من بينها التخصص الذي ظهر نتيجة كثرة عدد الأطباء في البلاد الإسلامية، ولذلك سوف أقوم بتوضيح تلك التخصصات لتوضيح عبقرية العقل العربي المسلم.
سرطان الثدي الأعراض والأسباب وطرق الوقاية
تخصصات الطب عند المسلمين
1- طب الطبائعيون
يقصد الطبائعيون أي الأطباء الذين يعالجون الأمراض الباطنية، الذين كان يدرسون تركيب البدن ومزاج الأعضاء والأمراض الحادثة فيها وأسبابها، وأعراضها وعلاماتها والأدوية النافعة فيها، وتم معرفة من خلال الملفات التي توصلنا إليها إلى إن المسلمين كانوا على دراية كبيرة بقروح المري والأمعاء والكبد وأمراضه التي وصفوها إكلينيكيا جيدا، وفرقوا بين الورم الحاد أو الدبيلة، وهو المعروف بخراج الكبد، وبين الورم الصلب أي السرطاني، والاستسقاء الذي ميزوا بين أنواع ثلاثة منه هي الزقي واللحمي والطبلي، وتميزوا أيضا بالتفريق بين الاستسقاء والفتق، والذي يلجا إليه اليوم للتدقيق بين الحالتين.
إقرأ أيضا:المخدرات : الأنواع، الأضرار، وسبل الوقاية2- طب الجرائحيون
يقصد بهم من الأطباء الذين يقومون بإجراء العمليات الجراحية، ومن المعروف إن الجراحة كانت في مبدا الأمر بسيطة وتعرف عند المسلمين بصناعة اليد، لأنها من جملة أعمال الفصادين والحجامين، الذين كانوا يقومون بالعمليات الجراحية البسيطة كالكي والقصد والبتر، وذلك تحت إشراف المحتسب الذي كان يشترط على الفاصد معرفة تشريح الأعضاء والعروق والعضل والشرايين، والإحاطة بتركيبها وكيفيتها، وعلى الحجام الرشاقة وخفة اليد حتى لا يجوع المحجوم.
3- طب الكحالون
يقصد بهم أطباء العيون، والذين يختصون بأمراض العين بسبب كثرتها وانتشارها في البلاد الحارة كمصر والشام والعراق، فبدوا بتشريح عيون الحيوانات التي لا تختلف عن عين الإنسان، فنجحوا في التميز بين سبع طبقات بداخلها هي الملتحمة، وهي طبقة بيضاء رقيقة تلتحم حول استدارة القرنية، وتلتحم بجميع جوانب العين، وعرفوا أيضا كل ما يخص العين ولم يقفوا على المعرفة فقط، بل اكتشفوا الأمراض التي تصيب طبقات العين المختلفة، ونجحوا كذلك في مداوة العديد من العلل التي تعرض لرطوبتها الثلاث كالرمد بأنواعه، والانتفاخ والحكة بفضل أبحاثهم المستمرة في مجال طب العيون.
4- طب المجبرون
يقصد بهم أطباء العظام الذين كانوا يتولون علاج العظام وتجبيرها، وكان لا يحل لاحد أنى تصدي للجبر ألا بعد أن يلم بالمقالة السادسة من كتاب بولص الاجانيطي، وبعدد عظام الإنسان وهو مائتا عظم وثمانية وأربعون، وبصورة كل عظم منها، وشكله وقدره، حتى إذا ما انكسر منها وانخلع رده إلى موضعه على هيئته التي كان عليها، كما انهم برعوا في علاج الكسور عن طريق تسويتها أو برد العضو المخلوع إلى مكانه.
وكان يشدون على العظم المكسور بعجائن من غبار الرحا المعجون ببياض البيض واللفائف والجبائر المستخدمة من أغصان القصب العريض المجوف أو من خشب الصنوبر أو من جرائد النخيل، التي كانوا يشدون عليها بعصائب من الأربطة، وعرفوا أيضا التدخل الجراحي لمعالجة العظام اذا كان الكسر مصحوبا بجرح أو خرق في الجلد، وقد بني أطباء التجبير معرفتهم بالعظام على أساس المشاهدة.
5- طب الأسنان
رغم أن طب الأطفال لم يكن يمثل فرعا مستقلا من فروع الطب في الإسلام، ولم يكن له متخصصون تفرعوا لممارسته، إلا انه قد حظي بعناية اغلب أطباء هذا العصر، بدليل ما ورد عن الرازي والزهراوي وابن سينا من معلومات طبية عن أمراض الأسنان وطرق علاجها ووقايتها، وقد لاحظ أن المؤلفات العربية الإسلامية في الطب انهم عرفوا تسكين الأم الأسنان عن طريق الكي الحراري بالمعادن المحماة بالنار، أو عن طريق استخدام الزيوت والسمن المغلي.
كما انهم كانوا على دراية تامة بأساليب تعويض الأسنان المفقودة عن طريق اتخاذ بديل لها من عظم البقر ودها بخيوط من الذهب والفضة، وعرفوا أيضا وقاية الأسنان ونظافتها عن طريق السواك، لقوله صلي الله عليه وسلم” لولا أن اشق امتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”، أو عن طريق السنونات وهي المساحيق والمحاليل التي كانوا يستعملونها لمنع الأسنان من التأكل، ووقايتها من تولد الحفر أي التسوس.
6- طب النساء
رغم إن الشريعة الإسلامية قد حرمت الخلوة الأجنبية والدخول عليها، ورغم إن غالية نساء المسلمين يخجلن إن يفحصهن الأطباء من الرجال في أمراضهم الخاصة، حرص هؤلاء الأطباء على تعليم القوابل طرق فحص النساء ومعالجتهم، وبالرغم من ذلك كله إلا أن الأطباء المسلمون كانوا على دراية بالعديد من الأمراض النسائية وطرق علاجها، كاحتباس الطمث وأسبابه والأوجاع المصاحبة له، بل وتوصلوا لمعرفة إن المرأة قد تحمل بثلاث أجنة أو أربعة، وعن كيفية استخراج الجنين من جوف امه بالشق الجراحي حيا أو ميتا، وعن النفاس وما يترتب عليه من أمراض كالنزف الناتج عن تعفن الرحم واحتباس الدم، وحاولوا التعرف على جنس الجنين.
7- طب الأطفال
عرف الأطباء المسلمون أيضا طب الأطفال والعلل التي كانت تعرض لهم وطرق علاجها، فقد بحثوا في علم الأجنة والأمراض الناتجة عن الوراثة، ومواليد السبعة أشهر وأصول تربيتهم، والمرضة والشروط الواجب توافرها فيها، وأصناف الحليب، فاجمعوا على إن حليب الأم هو أفضل أنواع الحليب للطفل، وهذا ما يؤيده الطب الحديث، وقد اهتموا أيضا بالأمراض التي تصيب الأطفال ووسائل علاجها، كسعال والمغص والإسهال والقيء، وتجمع الماء في رؤوس الصبيان وورم الحلق، وأخري من الأمراض، وكانوا على دراية أيضا بأمراض العضلات والأعصاب أي شلل الأطفال، لذلك وضح إن الأطباء قد سبقوا أطباء الغرب في مجال طب الأطفال.
8- الطب النفسي والعقلي
كان أطباء العصر الإسلامي يلجئون أحيانا في علاج الأمراض العصبية إلى النخيل أو الصدمات المفاجئة، فقد إنشات البيمارستاتات خاصة بهم، ينسب أقدامها إلى الخليفة العباسي المنصور، كما أوقف عليهم أقساما خاصة في البيمارستاتات الكبرى، كان لهم فيها ضرب من العلاج تمثلت في تخصيص مرافق لكل مريض يأخذه باللين والرفق، وكانوا يعالجون أيضا بالأفيون، فيما كانوا أوروبا يعالجون بالعزل والتقييد بالسلاسل، لأنهم لا يعرفون علاج لهم سوى الضرب والتعذيب، وظلوا كذلك حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.
اهم علماء المسلمين في الطب
1-أبو بكر الرازي (854ه-932م)
نشأة أبو بكر الرازي:
- محمد بن زكريا الرازي الملقب بأبو بكر الرازي عاش في القرن الثالث والرابع الهجري، كان أعظم الأطباء وأكثرهم ابتكارا وإنتاجا، لأنه كان يهتم بدراسة العلوم التجريبية، وعند بلوغه سن الثلاثين اتجه إلى دراسة الكيمياء والفلسفة والطب ونبغ في علم الطب بعد أن تجاوز الأربعين.
إنجازات أبو بكر الرازي:
- نبغ أبو بكر الرازي في الصف الأول من الأطباء العرب، بل من أطباء العالم حيث امتاز بدقة الملاحظة السريرية والتي تعني بدراسة حالة المريض وسجل له ما يقارب الثلاثة والثلاثين ملاحظة سريرية.
- أسس أبو بكر الرازي المعالجة في الأمراض التناسلية والولادة وجراحة العيون.
- أبو بكر الرازي أول من كتب في أمراض الأطفال.
- استخدام أبو بكر الرازي الفحم الحيواني في إزالة الألوان والروائح من المواد العضوية.
- استخدم أبو بكر الرازي خيوط الجراحة.
- اكتشف أبو بكر الرازي البول السكري.
- استعمل أبو بكر الرازي الماء البارد لعلاج الحروق.
- اكتشف أبو بكر الرازي علاج مرض الطاعون.
- عرض أبو بكر الرازي أثر العامل النفسي في صحة المريض.
- وصف أبو بكر الرازي أمراض الجدري والحصبة وصف علمي.
- شرح وافي لجراحة استخراج الماء الأبيض من العين.
مؤلفات أبو بكر الرازي:
- كتاب الحاوي الذي يعد أكبر موسوعة طبية حيث تحتوي على الكثير من الأجزاء وكل جزء يهتم بمرض ومنها أمراض الرأس، أمراض العيون، وأمراض الأذن والأنف والأسنان وأمراض الثدي والرئة والمعدة والحمل.
- كتاب المنصوري في الطب الذي ألفه لأمير خرسان، يحتوي هذا الكتاب على عشر مقالات.
- كتاب تقسيم العلل.
- كتاب الفصول.
- كتاب الحصبة والجدري.
- كتاب الفرق بين الأمراض.
- كتاب مدخل إلى الطب.
2-ابن سينا (ت 428هـ/1037م)
نشأة ابن سينا:
- هو أبو علي الحسين بن عبدا لله، ألمع اسمه بعد الرازي في تاريخ الطب العربي، وقد لقب لشهرته بالشيخ الرئيس، وأطلق عليه البعض لقب أمير الأطباء أو أبو الطب.
إنجازات ابن سينا:
- ابن سينا أول من شخص المرضى ومعالجتهم عن طريق الاستدلال بالبول والبراز والنبض.
- ابن سينا أول من وصف الالتهاب السحائي.
- ابن سينا أول من فرق بين الشلل الناتج عن سبب خارجي.
- وصف ابن سينا السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم.
- قدم ابن سينا عدة اكتشافات عن التهاب أغشية الدماغ وطرق علاجها.
- شخص ابن سينا الكثير من الأمراض الجلدية واستطاع علاجها.
- ميز ابن سينا الالتهاب الرئوي عن الالتهاب السحائي الحاد.
- فرق ابن سينا بين المغص المعوي والكلوي واستطاع وصف علاج لهما.
- ابن سينا أول من وصف حالات النواسير البولية وحمى النفاس والعقم.
- ابن سينا هو أول من وضح إن جنس الطفل ونسبته إلى الرجل.
- ابن سينا هو أول من أثبت أن الحواس الخارجية للإنسان كالبصر والسمع والذوق مركزها الدماغ وبرهن أن العوامل النفسية لها إثر عن جسد الإنسان.
مؤلفات ابن سينا:
قام أبو علي ابن سينا بتأليف ما يقارب مائتين وخمسين مؤلفا بين كتاب ومقالة ورسالة، في كل من الطب والمنطق والأخلاق والفلسفة وغيرها، ومن أشهر مؤلفات ابن سينا “القانون في الطب” الذي يعد كتاب متكامل حيث يختص في الفلسفة والطب والأمراض والأدوية، وتم ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات، درس هذا الكتاب في الكثير من الجامعات في جميع أنحاء العالم.
3-أبو القاسم الزهراوي (433هـ-1030م)
نشأة أبو القاسم:
هو خلف بن العباس، ولد في مدينة الزهراء الأندلسية، وهو يعتبر رائد الطب الجراحي، مارس الزهراوي مهنة الطب في معظم حياته مما أكسبته شهرة واسعة في هذا المجال، كما استمر في دراسة العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية فأبدع فيها.
إنجازات أبو القاسم:
- أول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف بخيط حرير.
- أول من أجرى عمليات صعبة كشق القصبة الهوائية واستئصال اللوز وسرطان الثدي بكل نجاح.
- أول من استخدم العلاج بالكي لإيقاف النزيف.
- أول من عرض طريقة استئصال الحصى من مثانة المرأة عن طريق مهبلها.
- أول من وصف طريقة خياطة الجروح الداخلية التي لا تترك أثرا وذلك باستخدام أمعاء القطط، وكيفية استخدام إبرتين في خيط واحد.
- أول من أشار إلى الحمل خارج الرحم، وشق جيب المياه أثناء المخاض لتسهيل الولادة.
- أول من اكتشف ملقط الولادة وآلة لتوسيع الرحم ومنظارا خاصة للرحم.
مؤلفات أبو القاسم:
- كتاب أمراض النساء.
- كتاب استحضار الأدوية.
- كتاب تفسير الأكيال والأوزان.
- كتاب التصريف.
تأثير الطب الإسلامي على الغرب
- الترجمة إلى اللاتينية: تُرجمت أعمال كبار الأطباء المسلمين مثل الرازي وابن سينا والزهراوي إلى اللاتينية خلال العصور الوسطى، وخاصة في الأندلس وصقلية، وأصبحت مراجع أساسية في جامعات أوروبا لعدة قرون.
- كتاب القانون لابن سينا: اعتُبر “القانون في الطب” مرجعًا طبيًا رئيسيًا في أوروبا حتى القرن السابع عشر، واعتمدته جامعات مثل مونبلييه وبادوفا في تدريس الطب.
- الجراحة عند الزهراوي: ألّف الزهراوي كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف”، الذي احتوى على رسوم لأدوات جراحية، وكان مصدر إلهام مباشر للجراحين الأوروبيين.
- المنهج التجريبي في الطب: أدخل الأطباء المسلمون منهج الملاحظة الدقيقة والتجريب العلمي إلى الطب، وهو ما أثر بعمق في حركة النهضة الأوروبية التي تبنّت هذا الأسلوب لاحقًا.
- إنشاء المستشفيات (البيمارستانات): اقتبس الأوروبيون فكرة المستشفيات المنظمة من العالم الإسلامي، حيث كانت المستشفيات الإسلامية متقدمة من حيث التنظيم والتخصص وتوفير العلاج المجاني.
- الصيدلة وتنظيم الأدوية: طوّر المسلمون علم الصيدلة بشكل كبير، وأنشأوا الصيدليات، وقد نقل الأوروبيون هذه المعرفة، واستفادوا من كتب مثل “الحاوي” للرازي.
- طب العيون: قدّم الكحّالون المسلمون معرفة دقيقة بأمراض العيون، وتم استخدام مؤلفاتهم لاحقًا في تطوير هذا الفرع في أوروبا.
- التخصص الطبي: ساهم المسلمون في تقسيم الطب إلى تخصصات (جراحة، أطفال، نساء، أمراض باطنية… إلخ)، وهو ما تبنته أوروبا لاحقًا كأساس للتعليم الطبي الحديث.
- رفض الخرافة وربط الطب بالعلم: بينما كانت أوروبا تحت سيطرة الفكر الكنسي والخرافات، ساهم الفكر الإسلامي الطبي في ترسيخ الطب كعلم قائم على المعرفة والتجربة، وهو ما أعاد تشكيل الرؤية الطبية الأوروبية.
- تأثير طويل الأمد: ظلّت كتب الطب الإسلامي تُدرّس في أوروبا حتى القرن 17، ما يؤكد الأثر العميق والدائم الذي تركه العلماء المسلمون في تاريخ الطب العالمي.
الخاتمة
لقد قدّم علماء المسلمين إسهامات طبية خالدة، سبقت العصور ووضعت أسسًا للطب الحديث. لقد كانوا سبّاقين في تحويل الطب من ممارسات خرافية إلى علم مبني على التجريب والملاحظة. واليوم، ما زال أثرهم حاضرًا في كثير من المراجع والمناهج الطبية حول العالم.
أسئلة شائعة
- ما هو أبرز إسهام قدمه المسلمون في الطب؟
- أسسوا منهج الطب التجريبي القائم على الملاحظة والتوثيق، وافتتحوا المستشفيات المجانية.
- من هو أول من فصل بين الحصبة والجدري؟
- أبو بكر الرازي، وقد وصف كل مرض بأعراضه بشكل دقيق.
- هل سبق المسلمون الغرب في الجراحة؟
- نعم، الزهراوي كان أول من ابتكر أدوات الجراحة ووصف أكثر من 200 أداة.
- هل كانت هناك تخصصات طبية عند المسلمين؟
- نعم، منها طب العيون، الجراحة، العظام، النساء، الأطفال، والنفسي.
- لماذا يعتبر الرازي من أهم علماء الطب في العالم؟
- لأنه قدم أسس المنهج التجريبي في الطب، ووضع مبادئ سريرية لتشخيص الأمراض، وفصل بين الأمراض المتشابهة.
- هل سبق المسلمون الغرب في اكتشاف الدورة الدموية؟
- نعم، فقد اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى قبل الأوروبي وليام هارفي بثلاثة قرون.
- ما سبب شهرة كتاب “القانون في الطب”؟
- لأنه جمع بين الطب النظري والتطبيقي، واحتوى على شرح شامل لتشخيص الأمراض وطرق علاجها، واعتمدته جامعات أوروبا لقرون.
- ما هي إسهامات ابن سينا في الطب؟
- ألف كتاب “القانون في الطب”، وصف فيه أكثر من 760 نوعًا من الأدوية والأمراض، واعتمد على الملاحظة والتجريب.
- هل اهتم المسلمون بالطب النفسي؟
- نعم، فتحوا مستشفيات نفسية خاصة، واهتموا بعلاج المرضى النفسيين دون وصمهم، وقدموا علاجًا نفسيًا وروحيًا متكاملًا.
- ما الفرق بين الرازي والزهراوي؟
- الرازي متخصص في الطب الباطني، بينما الزهراوي مؤسس علم الجراحة وابتكر أدوات جراحية لا تزال تُستخدم.
- هل استفاد الغرب من الطب الإسلامي؟
- نعم، تم اعتماد كتب المسلمين كمراجع طبية رئيسية في الجامعات الأوروبية لعدة قرون، مما أثّر على النهضة الطبية في أوروبا.
- ما هي إنجازاتهم التي غيّرت مسار الطب؟
- أنشأوا أول مستشفيات مجانية تُعالج المرضى على أساس علمي.
- أسّسوا الصيدلة كتخصص مستقل.
- ربطوا بين النظام الغذائي والصحة.
- قدموا أول وصف للأمراض النفسية ووضعوا علاجات لها.
- أنشؤوا مكتبات طبية ضخمة ترجمت مؤلفات الإغريق وأضافت عليها.
- كيف أثّر الطب الإسلامي على الغرب؟
- ترجمت مؤلفات الأطباء المسلمين إلى اللاتينية، وتعلم الأوروبيون منها أساسيات الجراحة، التشريح، الطب الوقائي، وعلم النفس. ظل “القانون في الطب” يُدرّس في جامعات أوروبا حتى القرن السابع عشر.
المراجع
- السرجاني، راغب(2009) ماذا قدم المسلمون للعالم-إسهامات المصلمين في الحضارة الإنسانية، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية
- احمد، احمد عبد الرزاق(1991) الحضارة الإسلامية في العصور الوسطي-العلوم العقلية، دار الفكر العربي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولي
- حسين، محمد كامل (2014) الموجز في تاريخ الطب والصيدلة عند العرب، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم